ذبذبية عبر محطات إرسال أرضية منها وفضائية ترتبط لاسلكيا بعدة أبراج موزعة على مساحة معينة. وقد تطور جهاز الهاتف المحمول بسرعة مذهلة. فبالإضافة إلى كونه وسيلة اتصال صوتي، تعددت استعمالاته ووظائفه، لتجعل منه جهاز كمبيوتر لحفظ معلومات كثيرة ومتعددة، وتصفح مواقع الأنترنيت، كما تجعل منه جهاز راديو للاستماع إلى الأخبار والموسيقى والأغاني وتتبع عدة برامج على الهواء، وآلة تصوير تضاهي الكاميرات الرقمية اشتغالا وجودة، وأداة استقبال البريد الصوتي وإرسال واستقبال الخطابات القصيرة، وأداة للعب والتسلية. وقد أصبحت معلومات كثيرة ومعطيات متعددة في متناول الإنسان، رسالة وصوتا وصورة، في وقت وجيز، حيث يتم تبادل مكالمات وتعرف أحداث ووقائع، في قضايا ومجالات كثيرة ومتنوعة، من جميع أنحاء العالم. ولما تعددت وظائف الهاتف النقال أصبح الإقبال عليه يتزايد يوما بعد آخر، وأصبح كل بيت لا يخلو من عدة هواتف محمولة، ولجميع أفراد الأسرة الواحدة، بعد أن كان زمانا، جهاز واحد للهاتف الثابت، يخلق متاعب جمة لرب كل أسرة، استعمالا وأداء. إلا أنه ومع تعدد وظائف وخدمات الهاتف النقال، كثرت استعمالاته، وأضحى كل فرد متعلقا به إلى حد الإدمان، يستعمله أين ما حل وارتحل لقضاء مآرب متعددة ومتباينة في كل لحظة وحين، يشغله حتى وإن لم يقض أي غرض، ليلعب ويتسلى ويستمع إلى أغاني وموسيقى وغير ذلك من الملاهي لقتل الوقت، سواء داخل المنزل أو خارجه، في الشارع، في المقهى، في الملهى، في أي مكان. لقد أضحى الهاتف المحمول، يستهلك وقتا، لاشعوريا، من أي كان، رجلا، امرأة، شابا، شابة، طفلا، راشدا، قاصرا، حيث يهيمن على كل شخص ويشغله لمدة زمنية ليست يسيرة، يصرفه عن القيام بمهامه وينسيه واجباته وارتباطاته ومواعيد أشغاله وأعماله اليومية، فأصبح عامل اضطرابات ونزاعات على الصعيد الاجتماعي والتربوي. فما هي آثار الهاتف النقال على الصعيدين الاجتماعي والتربوي؟ وأي الأساليب التي يمكن انتهاجها لترشيد استعماله اجتماعيا وتربويا؟