كيف يمكن لرياضة اليوغا ان تكون نافعة في شهر رمضان المبارك؟ وهل تساعد هذه الرياضة في الاسترخاء هلاله؟ وما هي فوائدها ؟ تساؤلات طرحناها على ال
خبير العالمي في اليوغا السيد سنجيف كريشنان الذي شرح طريقه التوصل إلى حياةٍ صحية من خلال تناول الطاعم الصحي والاهتمام بالجسم خلال شهر رمضان:
إعلان
حدثنا عن نفسك بإيجاز؟ اسمي سانجيف، ويطلق عليّ طلابي المحبون لقب "جوروجي" أي المعلم. افتتحت مركز Rhythm لليوغا العام 2003 ، ومنذ ذلك الحين عملت على المساهمة في مجال الصحة العامة في منطقة الشرق الأوسط، على مدار أكثر من عقد من الزمان. أنا مولع بعملي وأمارسه منذ أكثر من عشر سنوات، لأنه يمكن لهذا النشاط أن يحقق الخير للبشرية ويغمرها بالسلام والسعادة، ولقد ساعدت الكثير من الأشخاص، المؤسسات التعليمية والشركات المختلفة على إدارة الضغوط والمشكلات الشخصية، كما حاضرت في المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية عن الصحة العامة. تتلمذت على يد كبار أساتذة اليوغا منذ سن 14، وخضت رحلة رائعة على مدار اثنين وأربعين عاماً، اختبرت خلالها العديد من الأمور الروحية. ولقد نشأت على التحلي بالنضج للقضاء على المنغصات في العديد من نواحي الحياة المعاصرة، والتي تتجسد في أسلوب حياتنا، ولا يستطيع الكثيرون فهمها والتعامل معها، كي نحظى بحياةٍ تغمرها الصحة والسلام والسعادة. اليوغا شغفي منذ الصغر.
ما هي اليوغا؟ إذا سألتني عن سبب حبي لليوغا ومعناها، فلديَّ إجابة واحدة: اليوغا هي التي تصنع التناغم في الحياة بجميع جوانبها الصحية والبدنية والعقلية. ونحن كبشر نسعى دائماً إلى تحقيق وتجسيد السلام والسعادة في كل شيء.
اليوغا علم يمكن أن يساعد الفرد على الاستمتاع بكل لحظة من حياته، وهي تعني التناغم والانسجام،والتوافق. هي العلم والطريق المختصر التي يمكن من خلالها إدراك التناغم في أي موقف ولدى أي شخص. لذا فهي فن إدارة الذات للوصول إلى أفضل مستوى في إدارة الشخصية.
كيف يمكن لليوغا أن تساعد على الاسترخاء في شهر رمضان؟ يتعامل علم اليوجا مع الطبيعة العامة لجميع البشر، ويختص بالصحة البدنية والنفسية. إذا فهم الفرد هذا العلم جيداً، يمكنه وقاية نفسه من أي مشكلة صحية، قبل وقوعها. وكما نعلم، فإن شهر رمضان الكريم فرصة رائعة منحنا إياها الله لتبني سبل الوقاية الصحية. فمرة كل عام يهذب الصيام النفس، ويجعلها تدرك دورها في هذا العالم، وهو ما يجلب السكينة والسلام. كما أن الالتزام والنظام هما الأساس في أيّ إنجاز، سواء تعلق الأمر بالذهاب إلى النادي بشكل منتظم، أم ممارسة رياضة المشي وغيرها. هذان النظام والالتزام هما ما يحفظ النفس ويحقق الراحة للجسد والعقل. فالصحة الجيدة تنعكس على الحالة المزاجية، وتصبح السعادة أمراً طبيعياً في حياتنا. وبالتالي ينعم الفرد بالثقة والشجاعة والقوة في مواجهة مصاعب الحياة.
الشعور بالراحة والسلام يكمن في تحقيق التناغم بين خمسة عوامل: الصحة الجسدية، التنفس الجيد، الراحة العقلية، الفهم، والسعادة. وقد تبدو اليوغا للكثيرين كمجرد تمارين جسدية، لكني أقول لهؤلاء إنهم مخطئون، فالحركات والأوضاع وحدها لا يمكن أن يطلق عليها يوجا التي هي روح المعرفة بتحقيق التناغم من خلال النظام والالتزام وإدارة الذات.
إذا أراد الشخص أن يحيا بصحة جيدة وتناغم وسعادة في جميع مناحي الحياة، خلال شهر رمضان الكريم، فاليوجا هي الحل.
هل من نظام معين تنصح به في شهر رمضان؟ الصيام خلال الشهر الكريم يعود بالنقاء والقوة على العقل، كما يجعلنا نشعر ببعضنا البعض ونتفهم آلام الآخرين ومعاناتهم، ما يدفعنا إلى مساعدة الناس حول العالم. هذا الإدراك يجعلنا أكثر إنسانية واهتماماً تجاه إخواننا من البشر.
الالتزام بالكمية المناسبة من الطعام واتباع العادات البدنية الصحية وتذكر الله أمورٌ تجعلنا نحقق الهدف المنشود الذي هو التناغم، وبالتالي فإن صيام رمضان يجعنا أقرب إلى تحقيق هذا الهدف.
الطعام ضرورة من ضرورات الحياة، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، لا أن نتخم بطوننا بأكثر من اللازم، فنتسبب بمشاكل صحية. وبالتالي، يمكن الإفطار بشرب القليل من الماء ببطء، ثم نتبع ذلك ببعض التمر المجفف الذي يعد أفضل مصدر لسكر الفركتوز اللازم لإعادة الطاقة للجسم. ونتبع ذلك ببعض الفاكهة، على أن نتناولها ببطء، للاستفادة منها، لأن تناولها بسرعة لا يتيح للجسم الاستفادة من السكر الموجود فيها، نتيجة عدم امتصاصه.
بعد الصلاة، يمكن تناول وجبة متكاملة، حسب الحالة الجسدية والنشاط خلال النهار. فوجبة واحدة جيدة تكفي لأيام الصيام.
من ناحية أخرى، يمكن أن تقلل تقنيات اليوغا المناسبة المتعلقة بالتنفس خلال شهر رمضان من الشعور بالجوع إلى حد كبير.
ما هي الحالات والأمراض التي يمكن التخلص منها بدون أدوية؟ أي نوع من المشاكل الصحية، مثل السكري، ضغط الدم، المشاكل المتعلقة بالضغط العصبي، مثل الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم، وخفقان القلب، والربو أو أي نوع من مشاكل التنفس. كما يمكن علاج مشاكل الرئة واختناق التنفس والسمنة، وحتى مشاكل العمود الفقري بدون أية أدوية. وقد ثبت نجاح ذلك مع العديد من المشاركين الذين جربوه بأنفسهم، وتحدثوا عنه في شهاداتهم المتاحة على موقعنا الإلكتروني www.rhythmoflife7.org
فالعلاجات الحديثة للأمراض النفسية الجسدية تستهدف أعراض المرض على المستوى الجسدي فقط، لذلك لا تحقق نتائج جيدة، لأن مصدر المرض هو العقل وليس الجسد. وبالتالي يصبح علاج العديد من الأمراض صعباً. أما اليوغا فتستهدف النواحي العقلية وتذهب إلى مستويات أعمق من المستوى الجسدي فقط، حيث تسبر أغوار الشخصية والعقل.
اليوغا هي قمة علم الصحة، وأثبتت نجاحها في الكثير من الحالات التي لم تستطع العلاجات المعاصرة مساعدتها، ولدينا شهادات مسجلة بالصوت والصورة على هذا الأمر.