العمل يبعد عن المرأة أزمات الطلاق
بعض الشبان يرون أن المرأة المستقلة قد يشكل وجودها في البيت تحديا لرجولتهم
لم تعد المرأة اليوم تنظر إلى تجربة الزواج الفاشلة على أنها محنة مريرة ومستقبل غامض ينتظرها، لقد تخلصت النساء أخيرا من لقب مطلقة ووصمه الذي لطالما لاحق أجيالهن السابقة.
¶ لم تعد المرأة اليوم مجبرة على التنازل عن أحلامها والرضوخ لرغبات عائلتها وقبول زواج لا يخضع لأية مقاييس وأسس سليمة ومدروسة، كما أصبح بإمكانها أيضا إنهاء علاقتها الزوجية الفاشلة متى شاءت، وذلك بفضل الدور الريادي الذي باتت تضطلع به في إعالة أسرتها واستقلاليتها المادية التي حققت لها الرفاه المالي والاجتماعي. ولتقييم الحالة النفسية للمرأة عقب الطلاق، عكف باحثون من جامعة كينغستون البريطانية على دراسة الحالة النفسية والمزاجية، لأكثر من 10 آلاف بريطانية، في الفئة العمرية ما بين السادسة عشرة والستين عاما، وتحليل مستويات سعادتهن قبل أحداث رئيسية مررن بها في حياتهن وبعدها. وبين الباحث يانيس جورجيلس مدير مركز البحوث في مجال التوظيف ومهارات المجتمع، أن الدراسة قد أخذت بعين الاعتبار حقيقة أن الطلاق، يمكن أن يكون له في بعض الأحيان آثار مالية سلبية على المرأة. وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك، فقد وجد أن الطلاق، يشكل نقطة خلاص وراحة للكثير من الزوجات، خاصة اللاتي يواجهن سوء معاملة وضرب من أزواجهن السابقين ليصبحن أكثر سعادة وراحة دون رجل. وبفضل العمل تمكنت عديد النساء في الدول الغربية من التخلص الكلي من التبعية للرجل، ففي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال تشكل الأمهات اللاتي يمثلن المصدر الرئيسي لدخل أسرهن قرابة ثلثي الأمهات حسب دراسة سابقة أجراها مركز "بيو" الأميركي للأبحاث، بينما تشكل الأمهات المتزوجات اللاتي تكسبن المزيد من المال عن أزواجهن، نحو ثلث الأمهات المعيلات. وتكشف الدراسة عن وجود تغير جذري عما كان عليه الحال قبل خمسة عقود، عندما كانت نسبة النساء المعيلات لأطفالهن وأسرهن، تمثل 11 في المائة فقط. ويزيد حاليا عدد النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس عن الرجال بكثير في الولايات المتحدة، كما تشكل النساء حوالي نصف القوى العاملة في أميركا. لكن مساهمة المرأة العربية في سوق العمل لم تتجاوز بعد نسبة 23 في المئة، مما يجعلها تحتل المركز الأدنى في العالم مقارنة بـ 65 في المئة في شرق آسيا التي تعتبر الأعلى و59 في المئة في دول منظمة التعاون الاقتصادي. وزادت مشاركة النساء في قوة العمل خلال السنوات الثلاثين الماضية بمعدلات لا تتجاوز واحدا في المئة...