السلام عليكم ورحمه الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيم_________وقفة مع بعض الأخطاء التي تخص صلاة الجمعة والتي تقع من بعض المصلين.
___________فأول هذه الأخطاء:
ترك الاغتسال يوم الجمعة، فبعض المصلين يتهاون في هذا الأمر، ولا يعطي أهمية خاصة ليوم الجمعة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)).
ومن الأخطاء:
عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات".
ومن الأخطاء:
عدم التبكير قبل دخول الإمام بل ربما تأخر بعضهم حتى تقام الصلاة وهذا لا شك من الحرمان الكبير لأن من أعظم مقاصد الجمعة هو الاستماع إلى الخطبة من أولها، ولذا فقد حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التبكير فقال: [من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها] رواه أحمد وابن خزيمة وقال رسول الله: ((والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)).
ومن الأخطاء:
أن بعض المصلين يأتي مبكرا إلا أنه لا يوفق للقرب من الإمام فيجلس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، مع أن السنة هو القرب ما أمكن فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم "تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل" أخرجه مسلم.
ومن الأخطاء:
أن بعض الناس إذا دخل المسجد الجامع صلاة الجمعة ووجد المؤذن يؤذن الآذان الثاني، وقف ينتظر ويتابع الآذان، حتى إذا كمل المؤذن شرع في تحية المسجد، وهذا بفعله ذلك، قد حرص على تحصـيل السنة، لكنه فرط في استكمال الواجب، وهذا خطأ والصواب هو أن يبدأ بتحية المسجد ليتفرغ لسماع الخطبة، لأن متابعة المؤذن سنة واستماع الخطبة واجب والواجب مقدم على السنة.
ومن الأخطاء:
خطاء قد يقع فيه الكثير من العامة وهو دخول مصلي مع الإمام وقد رفع من ركوع الركعة الثانية أو في جلوسه للتشهد وبعد أن يسلم الإمام يقوم هذا المصلي ويأتي بركعتين ثم يسلم على أنها جمعة، وهذا من الخطاء، فإن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أتمها جمعة، أي يضيف إليها ركعة أخرى، وإن من أدرك أقل من ركعة كأن يدخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية فإنه يتمها ظهراً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أدرك ركعة من الجمعة أو غيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته".
ومن الأخطاء:
رفع اليدين عند الدعاء في الخطبة، وهذا لا يشرع إلا في حالة واحدة وهي إذا استسقاء الإمام في الخطبة ورفع يديه فالسنة الرفع.
ومن الأخطاء:
الكلام أثناء الخطبة والانشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
عباد الله:
وأخطاء المصلين كثيرة لا يمكن حصرها هنا، فهناك كتبٌ كثيرة وأشرطة يا حبذا لو يشتريها كل واحد منا ويعلِّم نفسه وأولاده صفة صلاة النبي، ويجتنب الأخطاء التي وقع فيها كثير من الناس جهلاً ومخالفة، عسى أن يكون من المفلحين الخاشعين الذين يتقبل الله عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن البررة الأتقياء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك ألسنة ذاكرة صادقة، وقلوباً سليمة، وأخلاقاً مستقيمة برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم. ، وأصلح لنا أعمالنا وأقوالنا، وأحسن أخلاقنا وطهر قلوبنا يا رب العالمين. اللهم وانصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، وثبتهم على كلمة الحق يا رب العالمين.
عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.