حكم البصق في وجه الإنسان وحكم البصق بين اليدين في الصلاة
لا يجوز، وهذا إكرامًا للوجه، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن تقبيح الوجه، فكيف بالبزقِ فيه؟! فلا يُبزق– بالزاي- في الوجه، ويصح يُبصق، كلُّه صحيح، قال صلى الله عليه وسلم ((لا تَقُلْ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ)) رواه البخاري
فإذا كانَ هذا النَّهي عن التَّقبيح بالكلام، فالبزقُ - أو البصقُ - من باب أولى، وقد جاء ذلك عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ ((أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ رَجُلٌ فَيَبْزُقُ فِي وَجْهِه)).
هل أحدٌ يحبُّ هذا؟! فكذلك لا تحبُّه لغيرك، قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ أَحَدَكُمْ إذَا قَامَ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ، وَالْمَلَكُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَا يَبْصُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ)) فنهى صلى الله عليه وسلم عن البزق في الصَّلاة بين اليدين أمامك، لأنَّك مستقبلٌ ربَّك جلَّ وعلا، فلا تبزق بين يديك، ولا عن يمينك إكرامًا للمَلك كذلك، وهذا حديثٌ حسن الإسناد، قد أورده الأئِمَّة في النَّهي عن البزق بين اليدين أثناء الصَّلاة في كتبهم، وقد خرَّجه أيضًا محمد بن نصر المروزيُّ - رحمه الله - في كتابه "تعظيم قدر الصَّلاة"، فلا ينبغي للمُسلم أنْ يبزق في وجه إنسانٍ؛ يحرم ذلك، إكرامًا لهذا الوجه، فإنَّ الله خلق آدم على صورته.