جبال «الحرث» شهدت ظهور حيوانات نادرة... وفي الإطار كلبة ترضع قطتين
بين صائد جائر يترقبها وقتال دائر يرهبها، عاشت بعض الحيوانات في الجبال المتاخمة لمحافظة الحرث كالدود والرميح ودخان، إذ لجأت إلى هذه المناطق هرباً من الصيادين، لتجد الأحداث القتالية فتنتقل صوب الشمال هرباً من دوي المدافع وأزيز الطائرات، إذ لوحظ عبر الكاميرات الحرارية بعض النمور العربية والضباع التي تحاول الاختباء خلال عمليتي تمشيط للقوات المسلحة.
وذكر أحد سكان جبل ملحمة محمد عثمان خميسي لـ «الحياة» أن منطقتهم باتت تكتظ بالحيوانات البرية والمفترسة والطيور النادرة والجميلة، التي تنشط بعد صلاة المغرب خصوصاً الضباع والوشق، وبعض الحيوانات ترى طوال اليوم كالأرانب والضربان والسنوريات.
ولفت أحد المهتمين بتربية الحيوانات والطيور أحمد حيان إلى أنه شاهد في بداية الحرب على المتسللين أعداداً كبيرة من الحيوانات والطيور تفر من موقع إطلاق النار إلى مناطق في الجهة الشمالية من الخوبة، موضحاً أن سبب تكاثرها وجود سوق الخوبة سابقاً، إذ كان تجار صيد الطيور والحيوانات يقطعون تلك المنطقة فتفر منهم لتعيش في هذه المنطقة الجيدة لتكاثرها وإنتاجها.
ويطالب أحد قاطني محافظة الحرث المواطن محمد المجرشي بالتدخل السريع من هيئة الحياة الفطرية لإنقاذ العديد من الحيوانات والطيور وعمل محمية في تلك المنطقة البكر للمحافظة عليها من الانقراض، خصوصاً بعد عبث فئة لا تهتم بالحضارة ولا يهمها غير الدمار والخراب.
كما أعلنت شرطة منطقة جازان في بيان أمس أنها قبضت على سعودي يقود سيارة محملة بـ5 حيوانات من فصيلة الفهد من دون تصريح.
يذكر أن النمر العربي يتبع فصيلة السنوريات إحدى سُلالات النمور، وهو الأصغر حجماً بينها جميعاً، كما أنها مهددة بالانقراض في مواطنها كافة التي تشمل سورية وفلسطين والسعودية والإمارات واليمن وعُمان.
...كلاب ترضع قططاً
في مشهد تغلب فيه العطف والرفق على غريزة البقاء والعداء في إحدى مزارع جازان، احتضنت ثلاثة كلاب قطين صغيرين بعد أن ماتت أمهما اثر لدغة ثعبان، لتتولى إرضاعهما عند النوم واقتسام الطعام الذي تحصل عليه من صاحب المزرعة معهما.
ولم يشبع ذلك عطف الكلاب الفياض، لتحتوي فرخي دجاج تائهين بين أشجار المزرعة بعد أن نفقت أمهما أيضاً، وكانت الكلاب أحضرتهما في بداية الأمر كطعام للقطـــط، إلا أنها آثرت احتـــواءهما لتكون أســــرة المثلــــث العجيب المسالمة كما ســــماها صاحــــب المــــزرعة محمد علي.
وقال علي لـ«الحياة»: «كنا نخشى أن تلتهم الجراء القطط وأن تواجه الأفراخ خطرين، لكنها كلها أبدت اهتمامها ببعض وشكلوا أسرة تغدق على بعضها كامل الرعاية والحنان، فلا ينام الفرخ إلا في أحضان الجراء والقطط»