( الح ــــلقـــة الأولــ1ــــى )
يحكى بأن في إحدى البطولات المحلية والتي تقام منافساتها في إحدى ضواحي المدن الاسكندنافية التي تقع في القارة الأوروبية ، عن فريق كرة قدم لم يعرف طعم الفوز منذ تأسيس النادي ، إلا مرة واحدة فقط ، و يرجع ذلك لوجود هواة في الفريق و لاعبين دون المستوى ، ناهيك عن الإمكانيات والدعم المادي القليل في النادي ، وهو مايشكل عائق لتحقيق الإنجازات لهذا الفريق المغمور .
كان الفريق بالكاد يجد له مدرب يوافق على تدريب الفريق ، أو بالأحرى يوافق على إضاعة مستقبله و عمره في تدريب فريق لا يضر ولا ينفع ، أو لنقل بلغةآخرى ( يضر أكثر مما ينفع ) .
بعد يوم , أسبوع ، شهر ، و أخيرا" آتى من هو يقبل التحدي ليكون مدربا" لفريق لايعرف شيئا" عن لغة الانتصارات ، و بعد أن انتهى من توقيع العقد مع رئيس النادي و ( بثمن زهيد ) ، قرر أن يبدأ بالخطوة الأولى و هو التعرف على طاقم الفريق واللاعبين وهو شيء معتاد لدى أي شخص يبدأ مشواره في مجال عمله .
و بعد أن تعرَف على الطاقم الإداري ، واللاعبين ، بدأ بالخطوة الثانية و هي زراعة الثقة في نفوس لاعبيه ، حتى يتمكن الفريق من تحقيق نتائج ايجابية ، و دار الحوار التالي بين المدرب الجديد و اللاعبين :
المدرب : في بداية الأمر ، و حتى نسعى لتحقيق نتائج ايجابية ، يجب علينا جميعا" نسيان النتائج الماضية في الدوري ، و نبدأ من المباراة القادمة بتحقيق الانتصارات .
فضحك جميع اللاعبون بسخرية ، ثم قال أحدهم :
عن أي انتصار تتكلم أيها المدرب ؟ فنحن نقع في قاع الترتيب و بفوز واحد مقابل 18 خسارة ، دون حتى أي تعادل .
المدرب : أنا معك بأن الفريق يحتل المركز الأخير و خسر 18 مباراة ، ولكن الأهم من ذلك أن هناك فوز واحد تحقق ، أي أن هناك من هو أسوأ منا ، و المثل القائل ( إذا كنت تسمع صوت طلقات النار ، فأنت حي ) ، و هو ماينطبق على الفريق ، الذي بالرغم من الهزائم فيبقى فوزه الوحيد يثبت بأنه ليس هو الأسوأ ، و هو مايعزز حظوظنا لتحقيق انتصار آخر .
اللاعبون : لا تتعجل بالانتصار أيها المدرب ، فالمباراة القادمة ستكون مع وصيف الدوري ، فالتصب تركيزك أيها المدرب على ألا نخسر بفارق عشرة أهداف نظيفة مثلما حدث في مباراة الذهاب .
المدرب : لاتقلقوا ، فهم من سيعملون لنا حساب ، لأنهم في المركز الثاني ، و هم بحاجة للفوز أكثر منا حتى يحافظوا على حظوظهم ، أما نحن فليس لدينا ما نخسره .
يّتــــبع ..