أسباب التفكك الأُسري :
هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى التفكك منها قلة الثقافة التي يتمتع بها الأبوان فيما يخُص كيفية إقامة أُسر ناجحة في بناءها وتقويمها وطرق التربية السليمة وانعدام التفاهم والحوار الزوجي وفقدان للاحترام والثقة المتبادلتان ومن العوامل أيضاً انشغال الأب عن أُسرته إما بالعمل وعدم التفرغ فقد يكون مشغولاً في أعماله الخاصة متناسياً واجبه كرب أسرة اتجاه أُسرته أو يُبدي بشكل غير مباشر رغبته في عدم تحمل مسؤولية أسرته ولا يمكن إلقاء اللوم كاملاً على الأب فالأم تُشكل عاملاً مُهماً في بناء الأسرة وقد تكون هي أيضاً ممن لا يُعيرون أي اهتمام لواجباتها فنراها تنهمك في حياتها الخاصة دون إحساس بالمسؤولية اتجاه أسرتها و من الأسباب أيضاً فقدان أحد الأبوين أو كلاهما مما يُسبب في نشوء أُسرة قاصرة في معناها المُتكامل وتلعب أيضاً الفوارق الشاسعة بين الزوجين من ناحية السن وطبيعة البيئة ودرجة التعليم والثقافة أثرها الواضح في التأثير بين الزوجين وانعكاس ذلك على كيان الأُسرة
عواقب التفكك الأسري :
التفكك يؤدي إلى ضعف الرقابة الأُسرية والتي تُعتبر من أهم أنواع الرقابة الاجتماعية فإن غاب جانب المتابعة والتوجيه أصبح من السهل على أفراد الأُسرة الانحراف وإتباع طُرق غير سوية ومثال ذلك أن الابن يبدأ تدريجياً بالتغيب الغير مشروع عن دروسه ثم هروبه من المدرسة فتغيبه المتقطع ثم الدائم دون رقابة أو محاسبة ويتعدى ذلك لاحقاً تأخره عن المنزل ثم يبدأ بالتغيب عن المنزل دون مبالاة أو محاسبة من الرقابة الأُسرية يجُره ذلك التغيب إلى الانحراف بشتى وسائله حينها يفقد مكانته وثقة أسرته ومجتمعه و كما أن الابنة التي تخرج للترفيه دون رقيب أو مرافق أو أن تقضي ساعات طوال أمام شاشة التلفاز أو الانترنت و لا أحد يسائلها ومطمئنة بانعدام الرقابة الاجتماعية فذلك يؤدي إلى الانحراف الأخلاقي والفكري ويؤثر على تحصيلها الدراسي
أثر التفكك الأسري على الطفل: إن الطفل كجزء من الوحدة الأسرية يتأثر بما تتعرض له هذه الوحدة من مشكلات وتمزقات تأثيراً سلبياً يعود بالضرر عليه وعلى أسرته ومجتمعه عموماً ومن مظاهر هذا التأثير:
1- تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة لانهيار الحياة الأسرية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين ومن يعيش حوله
2- في كثير من الحالات ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة ليعيش غريباً مع أبيه أو أمه فيواجه بذلك صعوبات في التكيف مع زوجة الأب أو زوج الأم وقد يقوم الطفل بعقد عدة مقارنات بين والديه وبين الوالدين الجدد مما يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر
3- يتحتم على الطفل وفقاً لهذا الوضع الجديد أن يتكيف مع بيئات منزلية مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمستوى الثقافي مما يؤثر على شخصيته بدرجة كبيرة فيخلق منها شخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة
4- يتحمل الطفل كالآباء تماماً عبء التفكير الدائم في مشكلة الانفصال
5- يجد الطفل أن هناك فرقاً بين أسرته المتفككة والحياة الأسرية التي يعيشها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالإحباط أو قد يكسبه اتجاهاً عدوانياً اتجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة
6- يتعرض الطفل للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين أو دوافع محاولة استخدامه من قبل أحد والديه كطرف ضغط على الآخر أو وسيلة لتحقيق غايات ومنافع شخصية
ارجو ان يكون موضوعي مفيد ان شاء الله