الذئبة الحمراء وخشونة العظام تترأسان قائمة أمراض التهابات المفاصل
تأخر التشخيص والعلاج يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وإعاقة
عقدت الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم أخيرا فعاليات توعوية وتثقيفية بمناسبة اليوم العالمي لالتهابات المفاصل، شاركت فيها مجموعة من كبار الاستشاريين في أمراض الروماتيزم والأشعة الصوتية والتشخيصية والاختصاصيين في العلاج الطبيعي، بهدف رفع مستوى الوعي بهذه الأمراض الشائعة.
وتحدث المشاركون عن أهم الأمراض التي تتربع على قائمة مجموعة أمراض التهاب المفاصل، والآلية التي ينصح بها لتخفيف عبء المرض عن المصابين بها ووقايتهم من المضاعفات التي تصل في بعض الحالات إلى العجز والإعاقة.
* مرض الذئبة الحمراء
وتوضح الدكتورة ميسون البلوي، رئيسة قسم الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى العسكري بالرياض ورئيسة اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم العالمي لالتهابات المفاصل، التي أوضحت أن التهاب المفاصل ليس مرضا واحدا بل مجموعة من الأمراض التي تسبب التهابات في المفاصل، وأشارت إلى أن أكثر هذه الأمراض شيوعا مرض الذئبة الحمراء وخشونة المفاصل.
وعن مرض الذئبة الحمراء، أفادت بأنه مرض خطير له علاقة بالتهابات المفاصل، وأكدت أنه للأسف لا توجد إحصائيات دقيقة عن معدلات الإصابة بهذا المرض في المنطقة العربية، إلا أنه وبشكل عام تصل المعدلات العالمية للإصابة بمرض الذئبة الحمراء من 30 إلى 50 حالة في كل مائة ألف شخص، كما لوحظ ارتفاع معدلات الإصابة به بين النساء أكثر بكثير من الرجال وذلك بنسبة 9 إلى 1. ورغم أن السبب في ذلك غير معلوم بشكل قاطع، فإنه يُعتقد أن هذا المرض يعود إلى أسباب هرمونية لدى النساء تجعل معدلات الإصابة بينهن بهذا المرض أكثر من الرجال.
وبالسؤال عن أعضاء الجسم الأخرى التي تتأثر بالذئبة الحمراء؟ أجابت الدكتورة ميسون البلوي أن هذا المرض قد يصيب أعضاء الجسم المختلفة وتكون شدة الإصابة به متنوعة في حدتها من حالة لأخرى، ففي الحالات الخفيفة يعاني المريض من آلام والتهابات في المفاصل بالإضافة إلى طفح جلدي أو حساسية من ضوء الشمس، أما في الحالات الشديدة والحادة فيؤثر المرض على أعضاء حيوية داخلية بالجسم مثل الكليتين أو القلب أو الرئتين أو حتى الجهاز العصبي، كما أوضحت أنه ورغم التقدم العلمي الهائل في الجوانب التشخيصية والعلاجية، فإنه وحتى الآن لا يوجد علاج شاف نهائي من مرض الذئبة الحمراء لكن هناك الكثير من العلاجات التي تخفف من حدة المرض وآلامه وتساعد على علاج الأعضاء الداخلية التي قد تتأثر بهذا المرض.
* خشونة المفاصل
وتأكد31 الدكتورة فهدة العقيلي، استشاري الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى العسكري بالرياض رئيسة اللجنة العلمية في اليوم العالمي لالتهابات المفاصل، فأوضحت أن أكثر الأمراض التي تسبب التهاب المفاصل شيوعا هو خشونة المفاصل الناتج عن التقدم في العمر أو لأسباب وراثية تؤثر على طبيعة تكوين المفصل وتجعله عرضة للإصابة بالخشونة والالتهاب حتى في سن مبكرة، كما تندرج معظم مسببات التهابات المفاصل تحت ما يعرف بأمراض المناعة الذاتية والتي تعني أن هناك مكونات داخل جسم الإنسان تحارب أنسجة الجسم وخاصة المفاصل وتصيبها بالتلف. وغالبا ما ينتج السبب في هذا السلوك غير المعتاد للجهاز المناعي بالجسم من عوامل وراثية أو قد يحدث نتيجة التعرض لعدوى فيروسية أو ميكروبية أو التعرض لضغوط نفسية عالية تسبب خللا في الجهاز المناعي.
وبالسؤال عما إذا كان يتوجب على من يعاني من آلام المفاصل أن يتوجه إلى الطبيب العام أم إلى طبيب العظام؟ أجابت الدكتورة فهدة العقيلي بأنه وفقا للنظام الصحي الصحيح يجب على المريض أن يتوجه أولا إلى طبيب الأسرة الذي يستطيع أن يقيم الحالة ومن ثم يوجه المريض ويحيله بعد ذلك إلى التخصص المناسب لحالته، فآلام المفاصل لا تعني بالضرورة وجود التهاب، فهناك مسببات عدة لآلام المفاصل التي قد تكون نتيجة حدوث التواء أو إصابة أو تمزق أو إجهاد أو التهاب.
* العلاج
وعن علاج التهابات المفاصل أكدت الدكتورة سهام الرشيدي، استشارية أمراض الروماتيزم بالمستشفى العسكري بالرياض أن العلاجات الحيوية أو البيولوجية الحديثة أحدثت ثورة هائلة في مفاهيم علاج التهابات المفاصل الروماتيزمية كما أنها تساعد إلى حد كبير في منع تشوهات المفاصل والتقليل من الآثار الجانبية والمضاعفات، وأضافت الدكتورة الرشيدي أن هناك أدوية من فئة مضادات وحيدة الاستنساخ تعمل على مواد كيماوية بالجسم وتقوم بكبح الالتهاب، وهذه الأدوية لا يتم تناولها إلا تحت إشراف طبيب مختص.
* نصائح لتخفيف الألم ومكافحة المضاعفات
أجمع الأطباء المشاركون في الندوة على أهمية الكشف المبكر عن المرض وراء الإصابة بالتهاب المفاصل أيا كان نوعه، واتفقوا على مجموعة من النصائح يوصون بها مريض التهاب المفاصل من أجل تخفيف الألم ومقاومة المضاعفات، وهي:
* اتباع تعليمات الطبيب المعالج، وضرورة الالتزام خاصة فيما يتعلق بتناول العلاجات والأدوية الموصوفة حسب الإرشادات الطبية، وتناول الأدوية وفقا للأوقات والمدد المحددة من قبل الطبيب المعالج، وضمان عدم حدوث تعارض مع أدوية أخرى يتناولها المريض لعلاج أمراض أخرى.
* حتى وإن بدأ المريض يشعر بتحسن في حالته فيجب ألا يوقف العلاج حتى نهاية المدة التي يحددها الطبيب. فكثيرا ما تسبب هذا الإهمال في معاودة الأعراض حتى بعد تحسن الحالة.
* ينصح المريض بممارسة الرياضة أو تمارين العلاج الطبيعي حسب التوجيهات الطبية وبالوضعية السليمة للجسم مع العمل على تقوية العضلات لتخفيف العبء على المفاصل المصابة.
* أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعرض لأي طارئ مرضي ومراجعة الطبيب المعالج فور ذلك.
* من الضروري اتباع نظام غذائي صحي وتجنب زيادة الوزن ومراعاة الراحة التامة عند نشاط المرض.أ