المفاصل المتصلبة: الأسباب

في حين أن بعض الناس لديهم مفاصل مرنة جداً، فهناك آخرون تتسم مفاصلهم بالتصلب الشديد حتى إنها تبدو كما لو كانت متجمدة. وتصلب المفاصل قد يكون دلالة حميدة على انغمار صاحبها في ممارسة رياضته المفضلة، أو قد يشير إلى العكس – أي أن صاحبها لا يمارس ما يكفي من الأنشطة. والمؤسف أن التصلب قد يحبط الناس عن ممارسة مزيد من النشاط البدني، وهو ما يزيد – بدوره – من سوء حالة التصلب. وإذا كان تصلب المفاصل مصحوباً بألم دائم فيها، فالمؤكد أن شيئاً خطأ يحدث.

إذا كنت قد تجاوزت منتصف العمر، فالغالب أن تصلب المفاصل لديك يمثل دلالة مزعجة على تقدم السن، إلا أنها عادة ما تكون حميدة. إن ما يجعل المفاصل قادرة على مختلف أنواع الحركة بسهولة ويسر هو السائل الزلالى الذي تفرزه الأغشية المحيطة بالمفاصل. ومع تقدم العمر يقل إفراز هذه المادة الزلالية الملينة فتصبح حركة المفاصل أكثر صعوبة. ولكن أياً كان عمر الفرد، فإن تصلب المفاصل غالباً ما يزداد سوءاً في الصباح، أو بعد حالة من الراحة الطويلة كالجلوس في مسرح أو في الطائرة مثلاً وبمجرد أن يتحرك الفرد يتلاشى هذا التصلب في الغالب.

ورغم أن تصلب المفاصل الصباحي المزمن قد يكون دلالة على الحاجة إلى فراش جديد، إلا أنه قد يكون أيضاً دلالة عامة على التهاب المفاصل، حيث إن التصلب الصباحي هو الدليل الأساسي عليه. أما إذا لم يستمر التصلب الصباحي إلا أقل من نصف ساعة، فإنه قد يدل على التهاب العظام المفصلي، والذي غالباً ما يطلق عليه (البلى والتمزق). والتهاب العظام المفصلي – ويعرف أيضاً باسم التهاب المفاصل التآكلى – أحد أشكال التهاب المفاصل، والأكثر شيوعاً من بين ما يزيد على مائة نوع مختلف منه. والتهاب العظام المفصلي يدمر الغضروف اللين الموجود بين المفاصل مما يؤدى في النهاية إلى احتكاك العظام ببعضها البعض مما يخلق نوعاً من الألم ثم التشوه وبعدها تفقد المفاصل وظيفتها. وعلى الرغم من أن التهاب العظام المفصلي يصيب أي مفصل في الجسم إلا أن المفاصل الأكثر تأثراً به هي مفصل الفخذ، والركبة، والقدم، وأصابع اليدين. وتزداد نسبة إصابة الرجال عن النساء بهذه الحالة قبل الخامسة والأربعين، أما فوق الخامسة والخمسين، فغالباً ما تكون الإصابة بين النساء أكبر.

وإذا استمر التصلب الصباحي أكثر من نصف ساعة، فغالباً ما يدل ذلك على التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو عبارة عن مرض متجدد، وموهن، ويصيب الجهاز المناعي، ولا يؤثر على المفاصل فقط، بل وعلى أعضاء الجسم الأخرى بما فيها القنوات الدمعية والغدد اللعابية.

أما تصلب المفاصل الذي يحدث في أي وقت من اليوم، فقد يشير إلى مشكلات عضلية، أو عظمية، أو عصبية بما فيها حالات الالتهاب مثل الذئبة، واللحمانية، بالإضافة للحالة العضلية المعروفة باسم الألم الليفي.

وقد يكون تصلب المفاصل أيضاً رد فعل لعدد من العقاقير مثل المضادات الحيوية بما فيها من المينوسيكلين، والإستاتينات (التى تستخدم لخفض نسبة الكولسترول)، بالإضافة إلى مثبطات الأرومات (التي تستخدم لعلاج سرطان الثدي).

حقيقة مهمة

الركبة أكبر مفصل في الجسم كله.

دلائل تحذيرية

إذا لم تشعر بألم في مفاصلك إلا عندما تضغط عليها، فمن المحتمل أنك مصاب بالتهاب عظمى مفصلي.

المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

» فقدان حاسة الشمّ.. الأسباب والعلاج