عدد المساهمات : 466 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 نقاط : 960 السٌّمعَة : 0
موضوع: حفل رأس السنة السبت ديسمبر 27, 2014 7:52 am
كانت عقارب الساعة تشير إلي الثانية عشر إلا خمس دقائق من ليلة الحادي و الثلاثون من ديسمبر أسرعت الأم بخطوات سريعة نحو مفتاح الكهرباء و أغلقته .. ليعم البيت ظلام دامس .. فجأة أضاء هذا الظلام شعلة صغيرة في يد الأب اتجه بها نحو الشمعة التي في منتصف الكعكة التي قضت الأم فيها الساعات لتزين و جهها بالكريم و لم تنسي أن تخط عليها كلمة Happy New Year بدأ ضوء الشمعة يزيل شيئاً من الظلام ليظهر وجه أحمد الطفل الصغير الذي كان يجلس بجوار الكعكة . كانت الأم تنظر إلي الشمعة و هي تفكر في أيام شبابها و زواجها وكان الأب ينظر إلي الشمعة و هو يفكر في مشاريعه التي بدأها أما أحمد فكان ينظر إلي الشمعة و هي تحترق لتضيء لهم المكان وتدور في رأسه كثير من الأسئلة . قطعت أجراس الساعة وهي تعلن تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل أفكار الجميع . أخذت الأم بيد أحمد و أخذ الأب بيده الأخري ثم إتجه الجميع نحو الشمعة ثم هوووووووف كانت كفيلة أن تطفيء الشمعة ليصفق الجميع بما فيهم أحمد بيديه الصغيرتين ... قفز الأب نحو مفتاح النور وضغط عليه ليظهر النور تلك الزينة التي امتلأ بها البيت .. أحمد : ماما الأم : نعم ياحبيبي أحمد : هل سوف نذهب غداً للكنيسة ؟؟ الأم بإستغراب : لماذا ؟ !! أحمد : معنا طالب نصراني قال إنهم سوف يذهبون غداً للكنيسة. الأم : نحن مسلمون نذهب إلي المسجد. سكت أحمد برهة ثم قال : هل سيحتفلون في المسجد غداً ؟؟ الأم : لا أحمد : لماذا ؟ احتارت الأم في إجابة هذا السؤال ففضلت الصمت. و لكن أحمد واصل قائلاً: بالتأكيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم احتفل بهذا العيد. إنتفض الأب في مكانه ثم قال : لا لم يحتفل. نظر أحمد إلي أبيه بإستغراب وقال : أنا أحب رسول الله صلي الله عليه وسلم و أنتم قلتم لي يجب أن تفعل ما كان يفعله و تترك مالم يفعه , فلماذا إذن نحتفل بهذا العيد طالما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يحتفل به ؟ تلاقت نظرات الأم و الأب مع بعضهما عسي أن يجدوا مخرج من هذا المأزق الذي تسببه لهم أسئلة أحمد. ضمت الأم أحمد وقالت له : نحن نفرح و نحتفل و غداً سوف نذهب بك إلي الحديقة فلا داعي لهذه الأسئلة الكثيرة. سكت أحمد علي الرغم من تلك الأسئلة التي تدور في رأسه الصغير حتي يرضي والدته. قام الأب و فتح التلفاز عسي أن يجد برنامج ينسي أحمد أسئلته ولكن .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. ما أن ظهرت الصورة إلا و إنطلق صوت الشيخ و هو يتحدث في إحدي القنوات الفضائية : إن من مظاهر التغريب التي ظهرت في العالم الإسلامي الإحتفال بأعياد الكريسمس و رأس السنة في حين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم شرع لنا الإحتفال في الإسلام بعيدين فقط عيد الأضحي وعيد الفطر و الدليل ما رواه أبو داود عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال:ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: أن الله قد أبدلكم خيرا منهما (( يوم الأضحى ويوم الفطر )) . والدلالة من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرهما على العيدين الجاهلين فنبذهما وجعل بدلهما عيدين شرعيين. هذا بالإضافة إلي يوم الجمعة ودليل أخر ما رواه أبو داودعن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟) قالوا (لا) قال (فهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟) قالوا (لا) قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم) فالرسول حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار. فلا يجوز لنا أن نحتفل بأعياد النصاري لأن العيد له علاقة بالعقائد و لكل أهل دين أعياد يحتفلون بها وقد تحدث العلماء قديماً وحديثاً عن حكم مشاركة النصاري أعيادهم وإليكم فتوي الشيخ العثيمين رحمه الله في هذا الموضوع .. كان أحمد يراقب كلام الشيخ كلمة كلمة .. واصل الشيخ قائلاً : سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله ) : س : ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكرسمس؛ لأنهم يعملون معنا ؟ وكيف نرد عليهم إذا حيونا بها ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة، وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد وإنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب، وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟ أفتونامأجورين. جـ : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه ( أحكام أهل الذمة) . حيث قال: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عندالله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر؛ فقد تعرض لمقت الله وسخطه). انتهى كلامه رحمه الله. وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذاالكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنيء بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولايرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكموأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا. وإذا هنؤنا بأعيادهم، فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليهوسلم إلى جميع الخلق وقال فيه: { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فيالآخرة من الخاسرين }. وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم لها لما في ذلك من مشاركتهم فيها. وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الى أو أطباق الطعام أوتعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من تشبه بقوم فهومنهم)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه. ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم ويرزقهم الثبات عليه وينصرهم على أعدائهم إنه قوي عزيز.والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . المذيع : فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً
جرت دمعة صغيرة علي خد أحمد مسحتها الأم بسرعة وهي تربت علي كتفيه .. أحمد : ماما هل عليّ أنا ذنب ؟ الأم وقد حاولت جاهده أن تحبس دموعها ولكن ما استطاعت لتهرب منها دمعتين و هي تقول : لا أنت ليس عليك ذنب أنت مازلت صغيراً. الأب بصوت حنون: أحمد نحن الذين أخطأنا ولكن نعدك أن لا نحتفل بعد اليوم إلا بعيد الأضحي و عيد الفطر. أحمد ببراءة الطفولة : ماما هل ستعملين لنا كعكة و زينة و نذهب إلي الحديقة في عيد الأضحى!!