تتنوع أشكال الأمراض السرطانية ما بين سرطان البنكرياس الخطير والمميت فورًا إلى سرطان الثدي الذي يمكن معالجته ودرجة الشفاء منه كبيرة جدًا، وتأخذ أمراض السرطان اسمها من العضو الذي تنشأ فيه، فسرطان الكبد منشأه الكبد، وسرطان الجلد، منشأه الجلد، وسرطان القولون، منشأه القولون، وهكذا فإنّ سرطان الثدي منشأه الثدي.
ويصيب سرطان الثدي غدد الحليب وأنسجة الثدي، ويبدأ بشكل ورم خبيث ثم ينتقل لتدمير خلايا الأنسجة المحيطة بالثدي، وهي التكوين الرئيسي له، وتزداد حالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والخمسين من عمرهن، وبعض الإصابات تنشأ من عوامل وراثية، فوجود سيدة أصيبت بسرطان الثدي بأي جيل من أجيال العائلة يرشح إصابة سيدة أخرى أو أكثر به مستقبلًا.
وحين ترضع الأم طفلها فإنّها تقلل احتمال إصابتها بسرطان الثدي على أن يستمر الإرضاع لسنة أو سنتين، كما أنّ موانع التي يتم أخذها عبر الفم ترفع من نسبة إصابة السيدات بهذا السرطان، وفي سن اليأس الذي تنقطع به الدورة الشهرية عن المرأة، ترتفع احتمالات إصابتها بسرطان الثدي؛ لأنّ الهرمونات الاستروجين والبروجسترون تنخفض، لهذا تنصح السيدة حين ينقطع عنها الطمث باستعمال هرمون البروجسترون والاستروجين بمتابعة الطبيب الخاص، كما أنّ الاعتناء بالصحة العامة يحمي السيدات من الإصابة بسرطان الثدي مثل: الحفاظ على وزن مثالي، والابتعاد عن المأكولات الدسمة والغنية بالدهون الضارة، وتناول كمية كبيرة من الفواكه والخضراوات يوميًا، وممارسة الرياضة واقي من معظم الأمراض التي تصيب الإنسان، وأسهل الرياضات رياضة المشي، فهي تزيد نسبة الأكسجين بالدم بشكل كبير.
والابتعاد عن المدخنين يقلل من الإصابة بمرض سرطان الثدي، فالبيئة المحيطة عامل مهم في الحفاظ على الصحة، فهناك على سبيل المثال بعض أنواع المبيدات الحشرية التي تحفز خلايا السرطان في الثدي.
ولسرطان الثدي علامات واضحة تعرف المرأة، من خلالها إن أُصيبت أم لا، وأسهل علامات الإصابة خروج صديد أبيض اللون من الحلمة أو نزيف دم، أو سائل ذو لون أصفر أو أخضر، كما وجود كتلة ظاهرة في النسيج يدلل على احتمال الإصابة بالسرطان.
وأي تغيير في شكل وحجم الثدي أو تغير لون جلد الحلمة والثدي ووجود تعرج وانكماش واضح للجلد، أو انغراز الحلمة وارتدادها للداخل، وتشعر المصابة بألم وعدم ارتياح من الثدي، مع احمرار في الجلد أو وجود حكة وتضخم في الأوردة والعروق، أو أن يصبح الجلد ضامرًا ويشبه قشر حبة البرتقال، وتوجد تقرحات في جلد الثدي في المراحل المتقدمة من السرطان، مع ألمٍ في العظام، وانخفاض في الوزن إلى حد كبير، وممكن تورم الذراع ناحية الثدي المصاب.
واليوم تمتلك النساء حول العالم وعيًا كبيرًا بهذا المرض من خلال حملات التوعية الذي تنتقل عبر التلفاز أو من الفعاليات المحلية، ويمكن للمرأة الكشف على نفسها بأن تستلقي على وسادة وتلمس الثدي بحركات دائرية حتّى التأكد من عدم وجود اورام أو تكتلات، وبإمكانها أن تفحص نفسها أمام المرآة بحيث ترفع يديها خلف رأسها وتراقب أي تغير في لون الجلد أو ضمور أو ظهور تكتلات، ويعتبر أسهل فحص لسرطان الثدي هو الفحص أثناء الاستحمام لأنّ الصابون يعزز التأكد من وجود تكتل أو ورم أم لا.
ويتم الفحص بعد انتهاء العادة الشهرية، أمّا المرأة في سن اليأس بإمكانها فحص نفسها في اليوم الأول من كل شهر، والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يساعد كثيرًا في علاجه والشفاء منه بصورة تامة والقضاء عليه نهائيًا قبل أن يتطور.
وبعد التأكد من وجود سرطان الثدي تجرى جراحة لاستئصال الورم الخبيث أو الثدي كله، ثم تتم المعالجة بالعلاج الإشعاعي لقتل باقي الخلايا السرطانية، إلى جانب العلاج الكيميائي إذا كان السرطان قد انتشر لأجزاء أخرى من الجسم، ومع الكشف المبكر ومتابعة الطبيب المختص، تنجو السيدة بنفسها من مرض سرطان الثدي القاسي.