بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسلمون أضاعوا رمضان
فوزي أمين العزي
الأمر الغريب أن بعضاً من المسلمين أضاعوا هذا الشهر المبارك بأن حولوه من شهر للعبادة،
والإكثار من الأعمال الصالحة، إلى شهر للنوم والكسل في النهار،
وتضييع الأوقات في اللهو الحرام كمشاهدة الأفلام الماجنة، وسماع الأغاني الهابطة في الليل.
بالإضافة إلى أكل المال الحرام، وشهادة الزور، والتعامل بالربا والكذب والسِّبَاب واللِّعان
والحسد والبغضاء والغيبة والنميمة واحتقار المسلمين والطعن في أعراضهم ونهب حقوقهم... إلخ.
ولهؤلاء نقول: إن رمضان ليس المقصود منه ترك المفطرات فقط، بل هو شهر الصيام الذي معناه:
حرمان النفس من شهواتها وأهوائها، وجرها إلى حظيرة الإيمان والسمو الروحي، وموسم عظيم للطاعات، واكتساب الحسنات، وترك السيئات، وفرصة لترويض النفس على طاعة الله
ومحاسبتها وتزكيتها، ودعوة لتصحيح النيات الفاسدة، والابتعاد عن الأعمال السيئة،
و نذير لمن أتبع نفسه هواهاوتمنى على الله الأماني وترك طريق الحق وسار في طريق الضلال،
فيعود إلى ربه عودة صادقة،بالاستغفار والتوبة النصوح، والندم على ما فات من زلل ،
قبل أن يأتي الموت، وحينئذٍ لا ينفع الندم،حتى الصالحون يتمنون لو أكثروا من العمل الصالح.
فعلينا معاشر المسلمين أن نستغل أوقاتنا في هذا الشهر الكريم بالاجتهاد في أنواع العبادة
من المحافظة على الصلوات المفروضة في المساجد، وصلاة التطوع كالقيام (التراويح)،
وذكر الله تعالى كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل،
وطلب العلم النافع، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم(الأقارب)، وإكرام الجار والضيف،
وعيادة المريض، والسخاء في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية،
ودعاء الله تعالى،والصلاة على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-، والاعتكاف،
وإخراج زكاة الفطر في موعدهاقبل صلاة العيد، والتفكر في أحوال المسلمين،
والتأمل في مستقبل الإسلام... إلخ.
أخيراً، لنعش في رحاب رمضان، بقلوب صافية، ونفوس مطمئنة، وأخوة صادقة،
وحب وتعاون وتراحم، مع جميع المسلمين الذين تربطنا بهم أواصر العقيدة الإسلامية
السمحاء من أجل بناء مستقبل جديد وأفضل لأمتنا الإسلامية .
وشهر مبارك، ودمتم في خير.