الطفولة في العالم العربي
يرتبط عالم الطفولة في العالم العربي بشكل رئيس بواقع البيئة الاجتماعي والاقتصادي وظروفها السياسية وينشأ الطفل على القيم التي يوفرها له المجتمع من خلال قنواته المتوافرة في البيت والمدرسة والنادي والشارع والإذاعة والتلفزيون والمطبوعات الدارجة.
ولا شك أن غلبة جانب الأمر والنهي والعقاب البدني في تنشئة الطفل تؤثر -وبصورة ملموسة- على شخصيته وقدرته على اتخاذ القرار واستقلاله في آرائه واحترام الآخرين كما أنه يؤثر وبشكل ملحوظ على قدرته على الإبداع والابتكار والاعتماد على النفس.
كما يؤثر الجانب الاقتصادي على نموه الجسمي وتوازنه النفسي كما يدفع بعض الأطفال لدخول سوق العمل في وقت مبكر قبل نضجهم الجسمي والنفسي مما يؤثر وبشكل كبير على قدرتهم على التواؤم مع المجتمع بشكل إيجابي.
كذلك يؤثر التسلط السياسي والتخويف ويدفع الأطفال للانهزامية والبعد عن النقد فضلا عن التغيير الإيجابي ويجعلهم يعيشون تناقضات جمة ناتجة عن الخلل في النظم الخارجية والبيئة المحلية وتنتشر بين الأطفال الاتكالية على الغير وغياب روح المبادرة الاجتماعية بسبب التوجه الأسري الخاطئ والرقابة الصارمة والتحكم بأدق تفاصيل حياته وبشكل سلبي مما يضطره في كثير من الأحيان إلى إلغاء عقله والتعامل مع المحيط بشكل تنفيذي بحت بعيدا عن الإبداع والانطلاق.