اهتمام المسلمين بالطفولة
اهتم المسلمون بعالم الطفولة استجابة لتوجيهات الإسلام حيالها وأبدعوا الوسائل المناسبة لتأديب الأطفال وتعليمهم ومنها الكتاتيب وهي مواضع تعليم الكتابة وتعتبر من أقدم وسائل تعليم الأطفال في الإسلام ولها جذور بسيطة في الجاهلية لكنها تأصلت وتطورت مع ظهور الإسلام وتحولت وظيفتها إلى تعليم القراءة والكتابة إضافة إلى القرآن وأصول العقيدة وقد تكون ملحقة بالمساجد أو بجوارها أو بعيدة عنها وتطورت مع الزمن من حيث الكم والكفاءة وعدد المنتسبين إليها.
وعادة ما يبدأ الطفل دخول الكتاب مع سن التمييز الخامسة أو السادسة وكانت الألواح الوسيلة المستخدمة في الكتابة والقراءة.
أما المساجد فقد كانت العمود الفقري للتعليم الإسلامي وعادة ما تكون الدراسة فيها بعد الكتاب وتتميز بكثرة الحلقات وتعدد المدرسين وحرية الطالب في اختيار الحلقة والمعلم وغالبا ما يتصدر للتدريس العلماء المبرزين والذين يكونون قد أتقنوا العلوم الشرعية على أيدي شيوخهم من قبل.
وظهرت فيما بعد المدارس النظامية وكانت تشارك حلقات التعليم في المساجد بدورها وعادة ما تتميز بتخصصها ببعض فروع العلم وأحيانا يلحق بها سكن للطلاب المغتربين للإقامة فيه ويكون لها وقف للصرف على المدرسة والمدرسين والطلاب.
أما الكبراء والخلفاء والأمراء فقد كانوا يجلبون المدرسين لبيوتهم لتعليم أبنائهم وتربيتهم حسب الصورة التي يحددونها والتي ع ادة ما تكون متميزة نظرا لطبيعة الطلاب وخصوصيتهم.
كذلك كانت البيوت الخاصة -في كثير من الأحيان- مكانا لتعليم البنات حيث يتلقين التعليم الأولي في الكتاتيب ثم يستقلن في البيوت لمزيد من التعليم والدراسة بعيدا عن الذكور واشتهرت بعض المعلمات في التاريخ الإسلامي كسكينة بنت الحسين.
ولقد استخدم المسلمون الوسائل المتاحة في عصرهم بل وابتكروا وأضافوا إليها وسائل جديدة وذلك لتوجيه الطفل وتعليمه وتربيت ه بما يحفظ عليه أمر دينه ودنياه وكانت وسائل التأثير على الطفل محدودة تتراوح بين المسجد والبيت بعيدا عن جهات أجنبية أو إعلام خارجي يتغلغل في كافة ميادين الحياة.
--------------------------------------------------------------------------------