حاجات الأطفال
يحتاج الطفل أثناء نموه لمجموعة من المهمات اللازمة لتوازنه النفسي والعقلي والجسمي وتأتي في مقدمة هذه المهمات الحاجات التالية
- الحاجة إلى المعرفة
تعتبر من أهم حاجات الإنسان وهي تنشأ منذ مولده وتنمو مع نموه الجسمي والعقلي ورغم تضجر الطفل من المعرفة المجبر عليها إلا أنها تؤدي دورا هاما في تنشئته ويقبل الطفل على المعرفة الحرة ويسأل كثيرا عن الأشياء التي حوله لدرجة تضايق الكبار أحيانا وينبغي تشجيع الطفل على هذا الأمر وتيسير سبل المعرفة له من الأوعية الثقافية المختلفة.
- الحاجة إلى اكتساب مهارات الحياة اليومية
يحتاج الطفل إلى اكتساب عادات المجتمع المحيط به ويسعى لتعلم مهارات الحياة الضرورية ومن هنا فإن وعاء الطفل الثقافي يتقبل بسهولة ما يربطه بواقع الحياة اليومية ويزيد من رصيده المعرفي المتعلق بالمجتمع الذي يحيط به وعاداته وسلوكياته.
- الحاجة إلى اكتساب القيم الدينية والأخلاقية للجماعة
إن لهذه الحاجة أولوية قصوى في الاهتمام بتلقينها للطفل وإن كان لا يبحث عنها بوضوح كبقية الحاجات في هذه السن مثل الحاجة إلى الغذاء والأمن والترفيه فإذا لم تقدم الأخلاق والسلوكيات له فإنه غالبا لن يفتقدها في طفولته وسيكون عسيرا عليه التطبع بها في رجولته.
ويحتاج الطفل في هذه المرحلة أن يرى الأخلاق والقيم مطبقة في المجتمع المحيط به كي يستطيع العمل بها ولا يعيش ازدواجية التناقض بين الممارسة والنظرية خصوصا أن هذه القيم لا تتعارض أصلا مع نوازع الطفل وبالتالي فإن قدرة الطفل على التعامل معها تكون إيجابية وتتأكد عندما تصاغ له بأساليب ثقافية راقية ومحببة كالقصص والحكايات.
- الحاجة إلى الترفيه واللعب
رغم وضوح هذه الحاجة عمليا لدى الأطفال إلا أن البعض يماري في أهميتها ودورها وأنها حاجة طبيعية فطرية للطفل تخفف عنه ضغوط الحياة الجادة ومتطلبات الدراسة والأوامر والنواهي اليومية وبالتالي فإن تحقيقها -من جانب ثقافي- يحقق له المتعة والرضى النفسي والسعادة الشخصية.
- الحاجة إلى العمل وتقدير قيمته
رغم ميل الطفل للعب إلا أنه يجب أن يقوم ببعض الإنجازات ويكافأ عليها ويقدر عليها ولا شك أن تحقيق هذا الجانب من خلال القصة أو الخبر أو المعلومة أو حتى المسابقة يعزز لديه هذا الجانب ويؤصله في نفسه.
- الحاجة إلى تنمية القدرات العقلية
يحتاج الطفل لتنمية قدراته في التفكير وإشباع حاجاته للعلوم والابتكار ولا شك أن الألغاز وقصص الخيال المعقول والمغامرات والاختراعات والتجارب العلمية تنمي لديه هذا الجانب وتصقله.
- الحاجة إلى التنفيس عن رغباته المكبوتة
وهي خاصة بالأطفال ذوي الظروف الاجتماعية السيئة أو الحالة الاقتصادية المتعثرة أو المشكلات الأسرية وعادة ما يرغب الطفل في إخراجها بصورة قد تكون خطرة لذلك فإن إيجاد منافذ ثقافية لإخراج هذه النزعات تمثل حلا أكيدا لها ولعل القصص الاجتماعية والتي تقارب واقع حياته تحقق هذا الهدف بشكل معقول.
- الحاجة إلى الحب والحنان والأمان
وهذه الحاجة نفسية عاطفية تتولد منذ اليوم الأول حيث تتلقف الأم ابنها وتأخذه بين ذراعيها وتلقمه ثديها وينشأ الطفل باحثا عن الحب من والدته ثم والده ثم عند من يحيطون به من مربين ومعلمين وأقارب وحتى أصدقاء وكلما تحصل الطفل على هذه الحاجة وبشكل إيجابي دائم من قبل والديه كانت حياته أميل للاستقرار ونموه أقرب إلى الصحة والثبات.
- الحاجة إلى الانتماء
أي للمجتمع المحيط به ممثلا بالصورة المصغرة منه وهو الأسرة حيث تمثل الأسرة ثم المجتمع العام مصدرا أساسا لشعوره بالارتباط بالبلد والناس وحياتهم اليومية وكما يحتاج للحب فهو يحتاج للانتماء لمصدر هذا الحب بدءا من والديه ومرورا بأسرته ثم مجتمعه.
--------------------------------------------------------------------------------