الانانية في العلاقة الزوجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض الازواج يكونون انانيين جدا، تجد الواحد منهم يشترط في الاخر توفر امور هو يفتقدها اصلا، او انه يتوخى منه الكمال في حين انه يفتقر الى ابسط ما يطالب به شريكه، بعبارة اوضح هناك من يطالب زوجته بطاعته وهو يدوس على كرامتها ويهضم حقوها، بحيث يجعلها مهيضة الجناح، او من تريد من زوجها معاملتها بالحسنى وهي نكدية او غير قائمة بواجباتها الزوجية. وطبعا هذا غيض من فيض لان الامثلة عديدة لا يسع المجال لذكرها كلها، لكن يكفي ان يعلم الجميع بان الله سبحانه وتعالى امر كلا الجنسين بان يحرصا على اسعاد الطرف الاخر، والاسلام تعامل بالانصاف في جميع مناحي الحياة حتى في ادقها، ولناخذ على سبيل المثال لا الحصر مسالة التزين لشريك الحياة، واجب على كلا الجنسين ان يهتميا بمظهرهما، وعندما يتزوجان المفروض ان يضاعفا من ذلك، لكننا بتنا نرى العكس في بعض الحالات، علاوة على المفهوم الخاطئ عند بعض الرجال الذين في اعتقادهم بان التزين من شان النساء فقط، ناسين او متناسين انه من حق زوجته عليه ان يهتم بمظهره وبنظافة بدنه ولباسه. ما زال عالقا في ذهني ما قراته عن صحابي جليل كان له علم في الحديث، هل هو ابن عباس رضي الله عنه ام غيره، لم اعد اذكر اسمه لكنني اتذكر جزءا من القصة، مرة كان ذلك العالم يمشط لحيته، فتعجب رفيقه الذي كان معه، بحيث قال له (رغم كون ان حياتك تمضيها في العلم، الديك وقت للاهتمام بمظهرك !!!)، فرد عليه ذلك العالم الجليل الذي لا يحضرني اسمه حاليا، (انني اخصص وقتا للتزين لزوجتي)، طبعا ليس هذا كلامهما حرفيا لكنه مشابها لما كتبته، وايضا ما قاله ابن عباس (اني لاتزين لامراتي كما تتزين لي، وما احب ان استنظف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقها الذي لها علي، لان الله تعالى قال "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"). وهناك مثال آخر، تجد بعض الازواج يطالب زوجته ان لم تكن تعمل خارج البيت، بالا تكلم الغرباء نهائيا، او ان يكون كلامها على قدر الحاجة والضرورة مع زملاء العمل ان كانت موظفة، لكنه يكلم هذه، يضاحك اخرى وربما يغازل ثالثة، وان احتجت زوجته التي وصلها الخبر، يقوم بعتابها والطلب منها عدم التدخل بحجة انه لا يخونها، وانه حر كونه رجل !!!، وهنا تظهر انانيته، فكيف يكون صارما معها في كلامها مع الرجال، في حين هو ياخذ كامل حريته مع النساء الاجنبيات، اليس كما يغار على زوجته هي في المقابل تغار عليه، ولمن اراد دليلا على هذا هو ما حكاه لي شاب متزوج ليس بصديقي لكنه تقريبا كان كذلك، قبل زواجه كان يعرف الكثير من الفتيات، ويتعامل مع بعضهن بحكم عمله، وكان من نصيبه زوجة فاضلة ابنة اصل، سليلة عائلة متدينة، اعرف والدها وامها وحتى اخاها الشاب الملتزم والملتحي، يعني عائلة محترمة بكل المقاييس، كما حكى لي فانها زوجة صالحة ومطيعة تسهر على راحته، لكنها احتجت على موقف وحيد، مرة خرجت رفقته، فمرت من امامه جارة له، فقام بالقاء التحية عليها فردت عليه بالمثل، لكنها اي زوجته استنكرت ذلك وقالت له (لماذا فعلت ذلك، الست الان متزوجا)، فاجابها (لكنها جارتي وانا تعودت على فعل ذلك معها منذ مدة)، ليكون ردها (ذلك قبل ان تتزوج وليس الان، لان في عصمتك زوجة يجب احترام مشاعرها). المهم عندما حكى لي قصتها، ايدتها وقلت له (زوجتك معها حق، وانك كما تطالب من زوجتك الا تكلم رجلا غريبا عنها، من حقها هي ايضا الا تلقي التحية على النساء الاخريات خاصة ان كنت رفقتها، عليك احترام قرارها)، وطبعا هو عمله الجديد اصلا لا يحتاج للتعامل مع الاناث، [size=16][size=24]لانه ساعتها سيكون مضطرا للسلام وحتى الكلام مع النساء، لكنه تحصل على عمل غير الاول، وقد تحسنت وضعيته المادية، و طالما هو ليس كذلك فالمفروض الا يمتعض من ذلك فزوجته لم تقل الا حقا، ولو ان الرجل كان من النوع المتساهل مع زوجته بحيث لا يشترط عليها شروطا في تعامل زوجته مع الرجال، لكان الامر مختلفا، وساعتها من حقه ان يحتج ان طالبته زوجته بمثل ما طالبت به الشاب الذي اعرفه، وطبعا لا اتكلم من الناحية الشرعية التي جعلت حدودا واضحة وخطوطا حمراء لا يجب تعديها في تعامل الرجال الغرباء مع النساء الاجنبيات، لكنني اتكلم وفق مفهوم ذلك عند البعض الازواج.[/size][/size]

ساكتفي بهذا القدر وان كان لدي امثلة اخرى، لكن لو فعلت لاصبح الموضوع طويلا، وللتوضيح انا اتكلم عن الانانية بصفة عامة، سواء اكانت من الرجال او من النساء.

منقول