[rtl] الجزء الثلاثون (جزء عمّ)[/rtl]
[rtl](السور: من سورة النبأ إلى سورة الناس)[/rtl]
[rtl]هدف الجزء: الآخرة لله تعالى وتذكير بالآخرة وبلقاء الله[/rtl]
[rtl]جزء عمّ وهو الجزء الثلاثون والأخير في القرآن الكريم يحتوي على 37 سورة هي من السور القصيرة والمحور الرئيسي لهذه السور وللجزء بشكل عام هو أن الآخرة لله تعالى ويا أيها الإنسان كن موصولاً بربك طائعاً لله تعالى لأن الأمر كله بيد الله تبارك وتعالى وهذا الجزء يذكّر بالآخرة وبالمعاد وبلقاء الله عز وجلّ وقدرته الله تعالى في الكون وكل هذا يأتي في سور قصيرة مؤثرة ورقيقة.[/rtl]
[rtl]
وفيما يلي نتعرض لبعض المعاني في بعض السور التي وردت في هذا الجزء. ونلاحظ أن هذا الجزء احتوى سورة العلق وسورة النصر أما الأولى فهي إيذان ببدء الرسالة والدعوة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) والثانية أي سورة النصر هي سورة نهاية الرسالة ونعي الرسول [/rtl]
[rtl]وهكذا هي سور الجزء الثلاثين من القرآن الكريم كأنما كل سورة فيه تلخّص هدفاً من الأهداف التي وردت في الأجزاء التسع وعشرون السابقة مع تذكرة بالآخرة وبلقاء الله تعالى حتى لا ينسى أحدنا أن تطبيق هذا المنهج فريضة على المسلمين وأنهم سوف يحاسبون على هذا يوم القيامة يوم يقف الناس بين يدي الله تعالى للحساب على ما قدموه لهذا الدين ونصرته وما عملوا من أعمال في حياتهم الدنيا وما طبقوه من تعاليم هذا الدين وتشريعه وأخلاقياته في حياتهم وفي تعاملهم مع غيرهم من الناس. [/rtl]
[rtl]سورة النبأ: هي سورة مكيّة وسميّت النبأ لأن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور وتدور آياتها حول إثبات عقيدة البعث التي أنكرها المشركون. وقد أخبرت الآيات عن موضوع القيامة والبعث والجزاء وأقامت الدلائل على قدرة الله تعالى في الكون وأن القادر على خلق هذا الكون بما فيه قادر على إعادة خلق الإنسان بعد موته. وذكرت البعث وجهنم التي أعدت للكافرين وما فيها من أنواع العذاب المهين للكفار والمشركين وفي مقابل هذا جاء وصف ما أعده الله تعالى للمتقين وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي كثيراً ما نجده في الآيات والسور. ثم ختمت السورة بالحديث عن أهوال يوم القيامة.[/rtl]
[rtl]
سورة النازعات: سورة مكيّة تتحدث آياتها عن القيامة وأهوالها والساعة وعن مآل المتقين ومآل المجرمين. ويتناسب مع الآيات ذكر قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية الذي تجبّر وتكبّر وادعى الألوهية وكيف كان عفابه الذي هو عقاب كل متكبر جبّار في الأرض وفي القصة عبرة لمشركي مكة الذين طغوا وتمردوا على الرسول فذكّرهم الله بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله في الكون. وختمت السورة بالحديث عن الساعة الذي أنكره المشركون وكذّبوا به وما علم الساعة إلا لله تعالى وما على الرسول إلا أن ينذر الناس فقط وختام السورة يأتي مناسباً للقسم في أولها من اثبات البعث والشر كأنه الدليل على مجيء القيامة والساعة.[/rtl]
[rtl]
سورة التكوير: سورة مكية تتحدث آياتها عن القيامة وعن الوحي والرسالة وهي من لوازم الإيمان. وقد ابتدأت بعرض مشاهد من يوم القيامة وما يحدث فيها من انقلاب كوني شديد وتبديل لأحوال الإنسان والمخلوقات في الكون من الشمس والجبال والبحار والسماء وغيرها (إذا الشمس كورت...) وهي صور سريعة ومشاهد تقشعر منها الأبدان من هولها وهي مصوّرة تصويراً بديعاً ودقيقاً حتى يتخيل للقارئ أنه يرى ما سيحدث أمام عينيه من دقة الوصف. ثم تنتقل الآيات للحديث عن حقيقة الوحي وصفة الرسول الذي يتلقاه (فلا أقسم بالخنّس..). وتختم السورة بآيات تبطل مزاعم المشركين حول القرآن الكريم وأنه ذكر للعالمين لكن لمن أراد الإستقامة والهداية ولا يكون ذلك إلا بتوفيق من الله تعالى وبمشيئته (إن هو إلا ذكر للعالمين..).[/rtl]
[rtl]سورة الإنفطار: سورة مكية وهي كما سورة التكوير تتحدث عن الإنقلاب الكوني في يوم القيامة (إذا السماء انفطرت..)، ثم تتحدث الآيات عن جحود الإنسان وكفره بأنعم الله تعالى (كلا بل تكذبون بالدين) وذلك لأن الإنسان ينسى أن الملائكة تسجّل كل أعماله وأفعاله في كتاب يقرأه يوم الحساب. ثم تبين أحوال الأبرار وأحوال الفجّار في ذلك اليوم العصيب وما يؤولون إليه من نعيم أو جحيم (كلا إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).[/rtl]
[rtl]سورة المطففين: سورة مكية وقد ابتدأت بالحرب على المطففين في الكيل والميزان وبيّنت عقابهم في الآخرة لأنهم لا يخافون الآخرة ولا يفكرون في يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين للحساب (ويل للمطفين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون..) وفي مقابل هؤلاء المطففين تعرض الآيات أحوال الأبرار والنعيم الذي يلاقونه يوم الحساب وهذا من باب الترغيب والترهيب كما ورد سابقاً (إن الأبرار لفي نعيم..) وفي الآية تأكيد بـ (إن) وتأكيد بـ (اللام) لتوكيد الجزاء والمعنى. ثم ختمت السورة ببيان موقف الفجّار الكفّار الذين كانوا يسخرون من عباد الله المؤمنين (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون..) وكيف سيكون جزاءهم في الآخرة (هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون).[/rtl]
[rtl]سورة الإنشقاق: سورة مكية تناولت كما السو السابقة في هذا الجزء أهوال يوم القيامة وبعض المشاهد من ذلك اليوم العصيب (إذا السماء انشقت..) ثم تحدثت عن خلق الإنسان الذي يتعب في سبيل تحصيل الرزق ويأتي يوم القيامة لتعرض عليه أعماله فإن قدّم خيراً فهو خير له وإن قدّم شراً فسيكون حسابه عسيرا وهذا هو الجزاء من الله العدل الحكيم الذي لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس يظلمون أنفسهم (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه..). ثم انتقلق السورة للحديث عن عقاب المشركين الذين كذبوا بالقرآن العظيم (فلا أقسم بالشفق..) وتأتي ختام السورة بتوبيخ شديد للمشركين على كفرهم بالله تعالى مع وضوح الآيات على وحدانيته (فما لهم لا يؤمنون..) وتبشرهم بالعذاب في نار الجحيم (فبشرهم بعذاب أليم..).[/rtl]
[rtl]سورة البروج: سورة مكية وتتناول آياتها قصة أصحاب الأخدود وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة والإيمان. وقد ابتدأت السورة بالقسم بالسماء وما فيها من نجوم هائلة ومدارات ضخمة وبيوم القيامة وبالرسل (والسماء ذات البروج..) على دمار المجرمين (قتل أصحاب الأخدود..) ثم تأتي الآيات بالوعيد للفجار على ما مفعلوه بالمؤمنين (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق). وتنتقل ألايات للحديث عن قدرة اله تعالى على الانتقام من أعدائه (إن بطش ربك لشديد) ثم تختم السورة بقصة فرعون الطاغية الجبّار وما أصابه وقومه من هلاك ودمار بسبب بغيه وطغيانه وهذة القصة تناسب سياق الآيات من الحديث عن أصحاب الأخدود (هل أتاك حديث الجنود..) وتختم السورة بآيات عن القرآن الكريم الذي حفظه الله تعالى في اللوح المحفوظ (بل هو قرآن مجيد* في لوح محفوظ) فهما كذب به المكذبون الكفار الفجرة فإنه يبقى محفوظاً من الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل بقدرة الله تعالى فهو كتاب عظيم شريف يسمو على سائر الكتب السماوية بحفظ الله تعالى له.[/rtl]
[rtl]
سورة الطارق: سورة مكية وتدور آياتها حول الإيمان بالبعث وقد أقامت الدليل على قدرة الله تعالى في خلقه وفي كونه. وقد ابتدأت السورة بالقسم بمخلوفين من مخلوقات الله العظيمة السماء والطارق وإن كان الله تعالى يقسم بمخلوقاته التي نرى كل يوم عظمتها وبديع صنعها فكيف لا نؤمن بمن خلق هذه المخلوقات وقدّر لها حركتها على أحسن وجه وفي أحسن صورة فسبحان الله خالق الكون المبدع العظيم. ثم تنتقل الآيات للحديث خلق آخر من خلق الله المبدع وهو كيفية خلق الإنسان من نقطة ماء (فلينظر الإنسان مم خلق)، واللطيف في هذه السورة أن الآيات تعرض أيضاً خلق الزرع من ماء المطر (والسماء ذات الرجع) أي المطر و(الأرض ذات الصدع) الأرض تتصدع ويخرج منها الزرع بعد أن نزل عليها المطر. وكأنما هذه الآيات تثبت أن الخالق واحد لا شريك له لأن طريقة الخلق واحدة، خلق الإنسان من ماء وخلق الزرع من ماء ولو كان هناك آلهة متعددة لتعددت طرق الخلق والإيجاد أما وحدة طريقة الخلق فهي تدل على وحدة الخالق سبحانه. فالمطر ينزل إلى رحم الأرض فيخرج الزرع المختلف ونقطة ماء الرجل تدخل رحم المرأة فيخرج المولود بعد أن كان جنيناً في رحم أمه، فسبحان خالق الإنسان والكون. وقد ختمت السورة كما في السورة السابقة بالحديث عن القرآن العظيم معجزة رسولنا الكريم وتبيّن صدقه (إنه لقول فصل * وما هو بالهزل) وبيّنت إمهال الله تعالى للمكذبين بهذا القرآن (فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا)[/rtl]
[rtl]
سورة الأعلى: سورة مكية وهي تعالج مواضيع عدة هي: بعض صفات الله تبارك وتعالى والدلائل على قدرته ووحدانيته سبحانه (سبح اسم ربك الإعلى* الذي خلق فسوى* والذي قدر فهدى* والذي أخرج المرعى..)، وتتناول الوحي والقرآن الذي أنزل على الرسول وتيسير حفظه عليه (سنقرئك فلا تنسى* إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى)، وتعالج موضوع الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحيّة وأهل الإيمان والسعادة (فذكّر إن نفعت الذكرى* سيّكر من يخشى* ويتجنبها الأتقى). واختتمت السورة ببيان فوز من طهّر نفسه من الذنوب والمعاصي والآثام وزكّى نفسه بصالح الأعمال وبيان أن الأخرة هي أبقى للإنسان من الدنيا الزائلة الفانية (قد أفلح من تزكى* وذكر اسم ربه فصلى..).[/rtl]
[rtl]
سورة الغاشية: سورة مكيّة تناولت موضوعين أساسيين: الأول: القيامة وأهوالها وما يلقاه المؤمن من النعيم (وجوه يومئذ ناعمة) والجزاء مقابل ما يلقاه الكافر من العذاب والبلاء (وجوه يومئذ خاشعة). والثاني عرض بعض الأدلة والبراهين على وحدانية الله تعالى وقدرته في الكون والخلق البديع (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت* وإلى السماء كيف رفعت* وإلى الجبال كيف نصبت* وإلى الأرض كيف سطحت). وبعد عرض دلائل القدرة والتوحيد يأمر الله تعالى رسوله بتذكير المكذبين ووعظهم لأنه لا يمكنه أن يجبرهم على الإيمان (فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر) فهؤلاء عقابهم عند الله الذي يحاسبهم جزاء كفرهم وتكذيبهم (إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم)[/rtl]
[rtl]سورة الفجر: سورة مكية تذكر قصص بعض الأمم السابقو من الذين كذبوا رسل الله تعالى كقوم عاد وثمود وقوم فرعون وتبين ما حل بهم من العذاب بسبب طغيانهم (ألم تر كيف فعل ربك بعاد..). ثم تبين الآيات سنة الله تعالى في ابتلاء العباد بالخير والشر والغنى والفقر (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن..) وطبيعة النفس البشرية في حب المال (كلا بل لا تكرمون اليتيم* ولا تحاضون على طعام المسكين* وتأكلون التراث أكلاً لما* وتحبون المال حباً جمًا). ثم تنتقل الآيات للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها وانقسام الخلائق إلى أشقياء في النار أو سعداء في الجنة (كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا..فاخلي عبادي وادخلي جنتي).[/rtl]
[rtl]
سورة البلد: سورة مكية ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام بلد الرسول وفيه لفتة لأن الكفار آذوا رسول الله في بلد الله الحرام الذي يجب أن كون آمنا وفي هذا توبيخ لهم على أنهم استحلوا حرمة المكان وهي من الكبائر عند الله تعالى (لا أقسم بهذا البلد* وأنت حلٌ بهذا البلد)، ثم تتحدث الآيات عن اغترار كفار قريش بقوتهم تسلطوا وعاندوا وكذبوا الرسول وأهلكوا أموالهم بغير وجه حق (يقول أهلكت مالاً لبدا)، ثم تناولت السورة كما هي الحال في كل سور هذا الجزء الأخير أهوال يوم القيامة والمصاعب التي يواجهها الإنسان والتي لا يمكّنه من تجاوزها إلا عنله الصالح (ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) زاختتمت السورة بالتفريق بين المؤمنين والكفار في يوم القيامة ومآل كل منهم (أولئك أصحاب الميمنة* والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة* عليهم نار مؤصدة)[/rtl]
[rtl]سورة الشمس: سورة مكية ابتدأت بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات الله تعالى في كونه وهذا القسم العظيم كله على فلاح الإنسان إذا اتقى ربه وهلاكه إذا عصاه. وقد تناولت آياتها موضوع النفس البشرية وما جبلت عليه من الخير والشر وأهمية تزكية هذه النفس لترقى بصاحبها إلى جنات النعيم وبيان عقوبة من لم يزكي نفسه (ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها). ثم تنتقل الآيات لعرض قصة ثمود الذين طغوا وعقروا الناقة فاستحقوا الهلاك والعذاب من الله تعالى (كذبت ثمود بطغواها..). وختمت السورة بتأكيد على ما هو واضح في سياق كل سور هذا الجزء الثلاثين من أن الآخرة لله تعالى وأنه لا يُسأل عما يفعل من عقاب الكافرين وثواب المؤمنين. فله الأمر وله الحكم سبحانه. وهذه السورة تتحدث عن ربط ظواهر كونية ببعضها من الشمس والقمر إلى الليل والنهار والسماء والأرض وتمر الآيات سريعة في وصف هذه الظواهر الكونية ثم تأتي الآيات تتحدث عن الإنسان (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها) وكأنها تريد أن تعلمنا أن الإنسان هو أهم شيء في الكون كله وأن كل المخلوقات في الكون الفسيح إنما سخّرت لأجل الإنسان فكأنما الإنسان هو المميز بين مخلوقات الله تعالى كلها.[/rtl]
[rtl]
سورة الليل: سورة مكيّة وتتمحور آياتها عن سعي الإنسان وعمله وعن نضاله في هذه الحياة ثم نهايته إلى النعيم أو إلى الجحيم. وقد ابتدأت السورة بالقسم كما في الكثير من سور هذا الجزء (والليل إذا يغشى..) وقد أقسم الله تعالى على أن سعي الإنسان في هذه الحياة مختلف ومتباين (إن سعيكم لشتى) ثم أوضح لنا سبل السعادة (فأما من أعطى واتقى..) وسبل الشقاء (وأما من بخل واستغنى..) وجزاء كل منهما. ثم حذّرت الآيات من أن يغتر الإنسان بماله الذي لن يغني عنه شيئاً يوم القيامة (وما يغني عنه ماله إذا تردّى) وحذرت أهل مكة من عذاب الله لتكذيبهم للرسول (فأنذرتكم ناراً تلظّى..). وختمت السورة بنموذج للمؤمن الصالح الذي ينفق أمواله في سبيل الله وابتغاء مرضاته وبيّن جزاءه (وسيجنبها الأتقى* الذي يؤتي ماله يتزكّى..) وهذه الآيات نزلت في أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه حين أعتق بلال بعد أن اشتراه من سيده.[/rtl]
[rtl]سورة التين: هي سورة مكيّة تعالج موضوعين أساسيين هما تكريم الله تعالى للإنسان وموضوع الإيمان بالحساب والآخرة. ما علاقة التين والزيتون بمكة والطور في هذه السورة؟ الله تعالى يقسم بثلاثة أشياء هامة (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) يقسم بمكانين هما جبل الطور الذي كلّم الله تعالى موسى عليه ومكة المكرمة (البلد الأمين) أما التين والزيتون فليس القصد منهما الفاكهة وإنما يقصد بهما المكان وهو أرض فلسطين فالله تعالى يقسم بثلاثة أماكن هي من أطهر بقاع الأرض التي خصّها الله تعالى بانزال رسله وأنبيائه دون سائر بقاع الأرض وبهذا القسم يريد الله تعالى أن يعلمنا أنه كما أقسم بأطهر الأرض التي خلقها كذلك فقد خلق سبحانه الإنسان في أحسن تقويم وأطهر وأحسن شكل (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، ولمّا عصى الإنسان ربه تعالى نكس الإنسان نفسه (ثم رددناه أسفل سافلين) ويبقى طاهراً الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وختمت الآيات ببيان عدل الله تعالى في حساب الناس على أعمالهم (أليس الله بأحكم الحاكمين) بلى والله وإني على ذلك من الشاهدين.[/rtl]
[rtl]
سورة العلق: وتسمى سورة إقرأ وهي سورة مكيّة وأول ما نزل من الوحي على الرسول في غار حراء وهي إيذان ببداية الرسالة. وهذا الموضوع الأساسي للسورة (لإقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*إقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم) وتتحدث السورة عن طغيان الإنسان بالمال وتمرده على أوامر ربه (كلا إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى ربك الرجعى) ثم تناولت السورة قصة أبو جهل الذي يمثّل فرعون الأمة ووعيد الله تعالى له بأشد العذاب والعقاب (أرأيت الذي ينهى* عبداً إذا صلّى..) وأمرت الرسول بعدم الإصغاء إليه والسجود شكراً لله تعبداً وتقرباً إليه (كلا لا تطعه واسجد واقترب). وقد اشتملت هذه السورة على العلم والعمل والعبادة فابتدأت بالدعوة للعلم وانتهت بالأمر بالعبادة والسجود والصلاة.[/rtl]
[rtl]سورة القدر: سورة مكيّة وتتحدث عن بدء نزول القرآن الكريم (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفضل ليلة القدر على سائر الليالي والأيام والشهور (وما أدراك ما ليلة القدر) والتي هي عند الله خير من ألف شهر (ليلة القدر خير من ألف شهر) وفي تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله كان يقول أن ليلة القدر هي ليلة مميزة قبل نزول القرآن فيها وشرّفت أكثر بنزول القرآن في تلك الليلو ودليله على ذلك قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنها كانت معروفة باسمها ومميزة وسمّيت بليلة القدر قبل نزول القرآن فيها كما جاء في سورة الدخان (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) والله أعلم. [/rtl]
[rtl]
سورة البيّنة: وتسمى سورة (لم يكن) وهي سورة مدنية وتتحد عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة* رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة* فيها كتب قيّمة) وتتحدث عن موضوع إخلاص العبادة لله تعالى الذي هو لبّ العقيدة والدين وهذا هدف أساسي من الأهداف التي وردت في السور السابقة من القرآن ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة) ثم تناولت السورة مصير السعداء (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) ومصير الأشقياء في الآخرة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية).[/rtl]
[rtl]سورة الزلزلة: ومع أنها سورة مدنية إلا أن أسلوبها يشبه أسلوب السور المكيّة وفيها أهوال يوم القيامة والزلزال الذي سيكون يوم القيامة فيدمر كل شيء وينهار كل شامخ (إذا زلزلت الأرض زلزالها) وتخرج الأرض ما بداخلها (وأخرجت الأرض أثقالها) وتشهد على عمل بني آدم (يومئذ تحدّث أخبارها) وينقسم الخلائق إلى فريقين شقي وسعيد (يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم* فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرو شراً يره).[/rtl]
[rtl]سورة العاديات: سورة مكيّة تتحدث عن خيل المجاهدين في سبيل الله وأقسم الله تعالى بها إظهاراً افضلها وشرفها عند الله تعالى (والعاديات ضبحا * فالمريات قدحا* فالمغيرات صبحا*) وتحدثت الآيات عن كفران الإنسان وحجوده بنعم الله تعالى عليه وحبه الشديد للمال (إن الإنسان لربه لكنود* وإنه على ذلك لشهيد* وإنه لحب الخير لشديد*) ثم بيّنت الآيات أن الآخرة لله تعالى ومردّ الناس جميعاً لله رب العالمين الذي سيحاسبهم على أعمالهم في الدنيا ولن ينفعهم يومها إلا العمل الصالح (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور* وحصّل ما في الصدور* إن ربهم بهم يومئذ لخبير*) [/rtl]
[rtl]سورة القارعة: سورة مكيّة تتمحور كما باقي سور هذا الجزء حول أهوال يوم القيامة وشدائدها وما فيها من أحداث عظام حيث يهيم الناس على غير نظام من شدة حيرتهم وفزعهم وذهولهم للموقف الذي هم فيه (القارعة* ما القارعة* وما أدراك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش المبثوث* وتكون الجبال كالعهن المنفوش*) ثم توضح الفرق بين المؤمنين الطائعين وجزاؤهم (فأما من ثقلت موازينه* فهو في عيشة راضية) والكافرين العصاة المكذبين (وأما من خفت موازينه* فأمه هاويه* وما أدراك ما هي* نار حامية*) وقد سمى الله تعالى النار أم لأن الأم عادة هب مأوى ولدها ومفزعه ونار جهنم في الآخرة تؤوي هؤلاء الكفرة المكذبين وتضمهم كما يأوي الأولاد إلى أمهم فتضمهم. وهاوية اسم من أسماء النار وسميّت هكذا لبعد قعرها فيهوي فيها الكفار كما قيل سبعون خريفا أعاذنا الله منها. والتكرار في هذه السورة لكلمة القارعة دليل على التهويل.[/rtl]
[rtl]سورة التكاثر: سورة مكيّة تتحدث هذه السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياةوحطام الدنيا حتى يأتيهم الموت بغتة ويقطع عنهم متعتهم (ألهاكم التكاثر* حتى زرتم المقابر* كلا سوف تعلمون* ثم كلا سوف تعلمون*). فبعض الناس يعيشون لأجسادهم ويهملون الروح. وتتوعد من عاش لجسده. والنهي في هذه السورة عن التكاثر ليس المقصود منه النهي عن التكاثر بعينه وإنما المقصود النهي عن التلهي بالتكاثر (من الأموال والأولاد والزينة) عن عبادة الله الواحد سبحانه وتعالى. وفي الآيات تحذير للذين عاشوا لأجسادهم وللذين ألهاهم التكاثر عن عبادة الله الواحد أن نهاية هذه الأجساد فهو إلى الموت حيث تفنى الأجساد وتصعد الأرواح إلى خالقها. وتحذر الآيات الناس: إياكم أن تعيشوا لأجسادكم فقد خلق الله تعالى الجسد وخلق فيه الروح التي لها غذاء خاص ألا وهو طاعة الله والإقبال عليه، فلو أصرّ الناس على العيش لأجسادهم فإنهم سيرون الجحيم عين اليقين ثم يسألهم الله تعالى عن نعيم الجسد (كلا لو تعلمون علم اليقين* لترون الجحيم* ثم لترونها عين اليقين* ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم). فالإنسان مطالب بالتوازن بين متطلبات الجسد المادية ومتطلبات الروح من عبادات ومحافظة على الصلوات والاستغفار والتقرب إلى الله وطاعته.[/rtl]
[rtl]سورة العصر: سورة مكيّة وهي سورة في غاية الإيجاز في اللفظ وفي غاية الشمول من حيث المعنى ويقول الإمام الشافعي في هذه السورة: لو لم ينزل الله تعالى من القرآن سوى سورة العصر لكفت الناس. لأن الإسلام في النهاية يرتكز على أربعة أمور فهو إيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق لنصرة الدين في الأرض والتواصي بالصبر لأن نصرة الدين تعرّض صاحبها للمتاعب والمشقة فيحتاج إلى الصبر لتحملها في سبيل نصرة الدين والدعوة إلى الله. والذي لا يسير على المنهج الذي ارتضاه الله تعالى يكون من الخاسرين (إن الإنسان لفي خسر) وهذه السورة تأتي مقابل سورة الفاتحة فقوله إهدنا الصراط المستقيم مقابل قوله وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وهذه السورة فيها كل مقومات الحضارة وهي الإهتمام بالزمن والعمل فالوقت عامل أساسي لقيام الأمم والحضارات فالإهتمام بالوقت وبالعمل والتواصي بالحق والصبر هي من أهم مقومات الحضارة الإنسانية. والقسم في هذه السورة بأحد مخلوقات الله تعالى (والعصر) وهو الدهر والزمان كما جاء في كثير من آيات هذا الجزء.[/rtl]
[rtl]سورة الهمزة: سورة مكيّة وتتمحور حول الذين يعيبون الناس ويلمزونهم بالطعن والنتقاص منهم والسخرية وهذا كله فعل السفهاء من الناس (ويل لكل همزة لمزة) كما تذم السورة الذين يكدّسون الثروات (الذي جمع مالاً وعدده*) وكأنهم خالدون في هذا الحياة الدنيا وأن هذا المال الذي يكنزونه هو الذي سيخلدهم (يحسب أن ماله أخلده) ولا يدري هؤلاء الأشقياء أن عاقبتهم ستكون في نار جهنم التي لا تنطفئ أبدا (كلا لينبذن في الحطمة* وما أدراك ما الحطمة* نار الله الموقدة* التي تطلع على الأفئدة* إنها عليهم مؤصدة* في عمد ممددة) وسميّن النار هنا بالحطمة لأنها تحطم العظام حتى تصل إلى القلوب.[/rtl]
[rtl]
سورة الفيل: سورة مكية تتحدث حول قصة أصحاب الفيل الذين قصدوا الكعبة المشرفة لهدمها وحدثت هذه القصة في العام الذي ولد فيه أشرف الخلق سيدنا محمد . وهي سورة فيها عبرة لكل طاغية متكبر متجبر في كل العصور والأزمان (لذا جاء فعل تر في قوله (ألم تر) بصيغة المضارع للدلالة على الإستمرار والتجدد) فكل من طغى وتجبّر على الله تعالى سيكون عقابه ومصيره كمصير أبرهة وجيشه لما حاولوا هدم الكعبة المشرّفة وسيكون كيدهم في تضليل (ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طيراً أبابيل* ترميهم بحجارة من سجّيل* فجعلهم كعصف مأكول).[/rtl]
[rtl]سورة قريش: سور مكيّة تتحدث عن آفة خطيرة تصيب الناس عامة والمتدينين خاصة ألا وهي إلف النعمة. فالإنسان قد يألف النعمة التي أنعمها الله تعالى عليه بحيث لا يعود يشعر بها وبعظمتها ولا يؤدي حقها وهو شكر الله تعالى وحمده على نعمه. كما فعل كفّار قريش الذين ألفوا رحلة الشتاء والصيف وغاب عنهم أن الله تعالى هو الذي سهّل لهم هاتين الرحلتين ومهّد الطريق ووفّر التجارة لهم وأنعم عليهم بنعمة الأمن وعدم الجوع والفقر (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فعلى الناس جميعاً شكر الله تعالى على نعمه والمداومة عى العبودية لله تعالى المنعم على عباده بشتى النعم. [/rtl]
[rtl]وقد قال الإمام الفخر: إعلم أن الإنعام على قسمين: أحدهما دفع ضر وهو ما ذكره في سورة الفيل، والثاني: جلب منفعة وهو ما ذكره في هذه السورة ولما دفع الله عنهم الضر وجلب لهم المنفعة وهما نعمتان عظيمتان أمرهم تعالى بالعبمودية وأداء الشكر (فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).[/rtl]
[rtl]سورة الماعون: سورة مكيّة تتمحور حول الحديث عن صنفين من البشرهما الكافر الجاحد لنعم الله والمكذب بيوم الحساب (أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدعّ اليتيم* ولا يحض على طعام المسكين) والصنف الآخر هو المنافق المرائي الذي لا يقصد بعمله وجه الله تعالى وإنما يرائي في كل أعماله وعبادته (فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراؤون* ويمنعون الماعون). وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: الحمد لله الذي أنقذنا بحرف عن حرف، قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم فمن منّا لا يسهو في صلاته) لأنه لو قال (في صلاتهم) لكانت في المؤمنين والمؤمن قد يسهو في صلاته أما أنها جاءت في الآية (عن صلاتهم) فقد فُهم أنها في المنافقين لأن سهو المصلي المنافق فهو الغافل عنها والذي يؤخرها تهاوناً ولا يتم ركوعها ولا سجودها.[/rtl]
[rtl]
سورة الكوثر: سورة مكيّة هي من أعظم السور التي تظهر نعم الله تعالى على رسوله وفضله العظيم وعطائه الكثير له في الدنيا والآخرة (إنا أعطيناك الكوثر) وكما في سابق السور التي فيها إخبار بالنعم من الله تعالى تأتي نهاية السورة بالدعوة للشكر وعبادة الله تعالى والنحر شكراً لله على نعمه العظيمة وآلائه الكثيرة (فصل لربك وانحر) وقد ختمت السورة بذم أعداء الرسول وبيان أنهم هم المقطوعون من كل خير في الدنيا والآخرة أما الرسول فقد أعلى الله تعالى ذكره في الدنيا وأعطاه في الدنيا والآخرة ما هو أهل له واسمه وذكره خالد إلى آخر الزمان (إن شانئك هو الأبتر) لأن معنى الأبتر المقطوع من كل خير.[/rtl]
[rtl]
سورة الكافرون: سورة مكيّة وهي سورة التوحيد والبراءة من الشرك والضلال وقد نزلت بعد أن طلب كفار قريش من الرسول أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون إلهه سنة وفيها قطع لأطماع الكافرين وفصل النزاع وأن هذا الدين دين الحق وليس فيه مهادنة (قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد* ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد*) إما أن يتبعوه فينجوا وإما يعرضوا عنه فيلقوا العذاب الأليم في الآخرة ( لكم دينكم ولي دين).[/rtl]