سومية الاداره♥
عدد المساهمات : 466 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 نقاط : 960 السٌّمعَة : 0
| موضوع: النفس البشرية الخميس يوليو 03, 2014 1:32 pm | |
| الســـــــــــلام علــيكم ورحــــــــمـة الله وبــــركــــــاته الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . أما بعد : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فالهمها فجورها وتقواها قوله تعالى( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) أي،عرفها طريق الفجور والتقوى،وعن مجاهد،عرفها الطاعة،والمعصية،وعن محمد بن كعب قال،إذا أراد الله،عز وجل،بعبده خيراً،ألهمه الخير فعمل به،وإذا أراد به السوء،ألهمه الشر فعمل به،فألهمها،أي،عرفها طريق الخير،وطريق الشر،وروى الضحاك عن ابن عباس قال،ألهم المؤمن المتقي تقواه ، وألهم الفاجر فجوره،وروي عن أبي هريرة قال،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،كان إذا قرأ هذه الآية( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)رفع صوته بها،وقال(اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا،أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا،وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا)انك امام طريقين اثنين لا ثالث لهما،طريق الخير،او طريق الشر طريق الانبياء،او طريق الشيطان،وهنا يأتي التعبير القرآني (فَأَلْهَمَهَا)أي،ألهم هذه النفس التي خلقها الله تعالى،على الفطرة وخلقها على الاسلام كما جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم،ما من مولود يولد الا على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)فالنفس التي خلقها الله وأوجدها هي موحدة بالفطرة ومسلمة بالفطرة ومنقادة الى التوحيد بالفطرة وتميل الى الهدى وتشتاق اليه وتحن له بالفطرة،والنفس مهما بلغ طغيانها او فسادها فيبقى الخير الذي هو توحيد الله وافراده بالعبادة دون سواه،هو أمر يحسه العبد في داخله وفي أعماقه،لا يستطيع الفكاك منها فمهما بلغ ما بلغ من الطغيان والبعد عن منهج الله وأمره،فانه لا يقدر على التخلص من هذه الفطرة التي خلق عليها،انه بحاجة الى ان يخر ساجداً لمولاه ويبكي بين يديه وان يركع خضوعاً وتواضعاً ومحبة لربه وخالقه،ولذا ذكر المفسرون،على ان الله تعالى عرف النفس وأفهمها طريق الخير وطريق الشر ولذا قال محمد بن كعب رحمه الله،اذا أراد الله بعبده خيرا ألهمه الخير فعمل به واذا اراد الله بعبده شراً ألهمه الشر فعمل به) ومعنى الالهام،ان يوقع الله تعالى في قلب العبد من النور والتوفيق ما يحجزه عن الشر وعن المعاصي بخلاف من ابتلي بالمعاصي والذنوب فصارت ملازمة له لا يفارقها ابداً ففي قلبه من الذنوب ما غطى القلب عن معرفة الشرع والامتثال لأمر الله ونهيه،ولذا قال تعالى(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ومعنى الاية،ان هذه القلوب متى ما سلمت من الاقفال ومن المعاصي والذنوب فانه تنتفع من القرآن وتتأثر به وتخشع حين تسمع كلام الله تعالى،ومتى ما كانت مقفلة بالمعاصي فانها تمنع تأثير القران،فالقلب الميت الذي قتلته المعاصي وحجبت عنه نور القران ونور الهداية،يظل محروماً من النور القرآني والهداية الالهيه،فلا يتلذذ بالقران،فالقران مصدر للقوة الروحيه والهداية،ومصدر للقوة الجسمية، كما ان من وفقه الله تعالى لقراءة كتابه او امتن عليه بحفظ ما تيسر منه،فانه يحس في صدره من الانشراح واليقين والثبات ما لا يعرفه الا من جربه،وبخلاف ذلك ،فان البعيد عن كتاب الله وعن تدبر معانيه تصيبه ضيقة في الصدر وانقباض لا يعرف سببه ولا مصدره،فان القلب لا يحيى الا بحياة القلوب هو كتاب ربها فانها لا تزال محتاجة اليه مشتاقة له في كل حين ومتى ما ابتعدت عنه جثم الشيطان على القلب وسيطر عليه،ومتى ما ذكر العبد ربه وتلى كتابه هرب الشيطان وارتاح الصدر وانشرح وتوسع وأحس بالسعادة والطمأنينة لأنه هو مادة الحياة الحقيقية ومنه تستمد القوة والراحه والطمأنينه،وسيعلم ان الله تعالى،اكرمه بان جبل نفسه على الايمان واتاح له القدرة على اختيار طريق الحق والهدى،فكل امرىء من حولنا يعيش في عالم نفسه,ويحيا في محيطها, ينضبط بضوابط عالمها,فلربما يكون أمام الناس صالحاً ونفسه تغلي بالشرور,وربما يكون أمام الناس خاشعاً ونفسه تعاني داء الكبر,ولربما يكون أمام الناس متصدقاً,ونفسه يملؤها الشح والبخل, ويعمل العمل الحسن ورجاؤه من خلفه خبيث , ويتكلم بالكلمة الحسنة يريد بها غرضاً شريراً,أو ربما يصمت فلا يتكلم يريد بذلك عجباً وفخاراً, ولذلك لا يحاسب الله الناس على مجرد أعمالهم الظاهرة بل على طهارة نفوسهم وسلامة قلوبهم,ولا يقبل سبحانه من النفوس إلا الزكية العابدة التقية التي غلبت هواها وكسرت شهواتها,مستقيمة على أمر الله سبحانه(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا،وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) إنه الرياء والنفاق الذي جعل ذلك ،الذي يعمل أعمالاً تُرى للناس حسنة،وهي في الحقيقة خبيثة, إنها أنفس هؤلاء التي كدستهم في النار , وإنها أنفس كثير من أهل الخيانة والكذب والنفاق , استطاعوا أن يخدعوا الناس بمظاهرهم , وقلوبهم أنتن من الجيف , ففضح الله سترهم , وكشف خبيئتهم , ولقاهم حسابهم أمام الخلائق أجمعين،الصالحون أدركوا تلك الحقيقة , فسارعوا في تهذيب نفوسهم وتأديبها,والإمساك بزمامها وإقامتها على أمر الله , فعرفوا خفاياها ,فصاروا يحذرون الناس من مسالكها , فنصحوا الناس فقالوا،إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،وجماع تهذيب النفس وتربيتها أربعة أمور ,أولها، مراقبة الله الواحد الأحد , وثانيها ،كثرة ذكره , قياماً وقعوداً، وثالثها، تذكر الآخرة فلا تغيب , ورابعها،عدم إجابتها فيما تحب إلا أن كان في مرضاة الله ,نسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن يزكون انفسهم ويطهرونها من درن المعاصي وان يغفر لنا ويتجاوز عنا ويعفو اللهم امين. | |
|