[size=24]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ونفع بما قلتم، السؤال الأول -حفظكم الله- من فرنسا؛ تقول السائلة: فضيلة الشيخ اشترينا بيتًا بالرِّبا ونسكن في هذا البيت، والآن تَمَّت التوبة والاستغفار؛ فماذا يصنعون بهذا البيت لأنهم لا يزالون يدفعون الربا للمصرف؟ وهل لهم بيع هذا البيت؟
الجواب:
أقول وبالله التوفيق:
أولًا: أُبَشِّركم يا أهل ذاك الدار؛ بقوله تعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾، فَتَقَبَّل الله منكم توبتكم، ومَنَّ علينا جميعًا بالاستقامة على محابِّه ومرضاته.
وثانيًا: لابُدَّ لكم من تسديد أقساط القرض الربوي التي تَسَلَّمتموها من البنك، فلا مناص لكم؛ لأن هذا حقٌّ له.
الأمر الثالث: فيما يتعلق ببيع الدار، فهذا فيه تفصيل، أرجو أن تَتَفَّطنوا إليه جيدًا؛ وهو كذلك:
·أولًا: هل أنتم في غِنَى ويَسَار وسعة عيش فلا يضركم بيع هذا البيت، ولا تلجئون بسببه إلى أن تكونوا عالة على الناس أو تدفعون أجرة باهظة؟
· الحالة الثانية: أن تكونوا لَسْتُم في غِنَى، ولكن يتوفَّر عندكم من قيمة الدَّار إذا بيعت ما يُمَكِّنكم من شراء بيت ولو كان أقلَّ منه.
· الحالة الثالثة: أن تكونوا مُعدَمين وذوي حاجة، فلو بعتموه لَصِرتم عالةً على الناس، أو لجأتم إلى الاستدانة مُقابل شِرَاء بيت بثمنٍ باهظ لا تقدرون عليه، أو هجرة تُكَلِّفكم ما لا تقدرون عليه.
- فالحالة الأولى: وهي في حال إذا كنتم أغنياء ولا يضركم، لأن عندكم من الغنى وسعة الرزق ما لا تحتاجون معه إلى أحد؛ فبيعوا هذه الدار، وسَدِّدوا أقساط البنك، تَخَلَّصوا منه.
- الحالة الثانية: وهي حينما تكونون لستم في غِنى، لكن يتوفر معكم من قيمة الدار التي تبيعونها ما لا تحتاجون معه إلى أحد، إمَّا شراء بيت أو استئجار ولا يضركم لأن عندكم من طرق الكسب ما يُغنيكم ونحو ذلك، بيعوا هذه.
- الحالة الثالثة: إذا كان هذا يُلجئكم إلى العَوَز، والحاجة؛ فيُلْجِئكم ذلك إلى الاستدانة، استدانة مال كثير يصعب عليكم سداده فاحتفظوا به وسارعوا في تسديد أقساط البنك.
هذا ما أنصحكم به، والله أعلم.
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري[/size]